الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستغفار إذا لم يصحبه ندم ولا إقلاع

السؤال

أنا شاب شاذ جنسيا. للأسف لم أقلع عن الصور الإباحية. أردت التوبة، ولكني أشعر أنني سأعود إلى هذه الصور بعد أشهر، أو سنين. أي أنني لن أسلم من هذه الذنوب.
سمعت أن الاستغفار لا يقبل إلا بندم، وإقلاع.
فهل استغفاري لا يصح؛ لأنني لم أقلع وأندم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تتوب إلى الله من كل ما تقيم عليه من المعاصي، توبة نصوحا، مستوفية لشروطها، ومن شروطها الإقلاع الفوري عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، وأحسن ظنك بربك، وثق بتوفيقه لك، وإعانته إياك على ألا تعود إلى تلك المعاصي.

وما تشعر به من أنك ستعود يوما ما لتلك الذنوب، هو من تلبيس الشيطان عليك؛ ليحول بينك وبين التوبة، فلا تمكنه من نفسك، وامض في طريق توبتك، مقلعا عن هذه المعاصي كلها، عازما على عدم معاودتها، نادما على ما فرط منها، ولبيان كيفية تحصيل الندم على المعصية، انظر الفتوى رقم: 134518.

ولو قدر أنك عاودت الذنب لضعف نفسك، فعد وتب، ولا تمل التوبة؛ فإن بابها مفتوح حتى تبلغ الروح الحلقوم.

وأما لو استغفرت بلسانك وأنت مصر على المعصية، عازم على فعلها بعد وقت ما، فإن هذه توبة غير صحيحة، واستغفارك من جنس الدعاء، إن شاء الله قبله، وإن شاء رده، فعليك أن تخلص توبتك لله تعالى، وأن تحذر عاقبة المعاصي، وأن تستقيم على شرع الله، باذلا وسعك في مرضاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني