السؤال
كيف أكون من الصديقين؟ وكيف أستطيع الثبات على قيام الليل؟ وما هو الأجر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد عرَّف الإمام ابنُ القيم الصِّدِّيقَ، بقوله رحمه الله: وَالصِّدِّيقُ هُوَ الَّذِي صَدَقَ فِي قَوْلِهِ، وَفِعْلِهِ، وَصَدَّقَ الْحَقَّ بِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. اهـ من مدارج السالكين.
وبين أيضا كيفية الصدق في الأقوال والأفعال.
فقال: فَالصِّدْقُ فِي الْأَقْوَالِ: اسْتِوَاءُ اللِّسَانِ عَلَى الْأَقْوَالِ، كَاسْتِوَاءِ السُّنْبُلَةِ عَلَى سَاقِهَا.
وَالصِّدْقُ فِي الْأَعْمَالِ: اسْتِوَاءُ الْأَفْعَالِ عَلَى الْأَمْرِ وَالْمُتَابَعَةِ، كَاسْتِوَاءِ الرَّأْسِ عَلَى الْجَسَدِ.
وَالصِّدْقُ فِي الْأَحْوَالِ: اسْتِوَاءُ أَعْمَالِ الْقَلْبِ، وَالْجَوَارِحِ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَاسْتِفْرَاغُ الْوُسْعِ، وَبَذْلُ الطَّاقَةِ، فَبِذَلِكَ يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الَّذِينَ جَاءُوا بِالصِّدْقِ. وَبِحَسَبِ كَمَالِ هَذِهِ الْأُمُورِ فِيهِ، وَقِيَامِهَا بِهِ، تَكُونُ صِدِّيقِيَّتُهُ. اهـ.
وقال في قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ {الحديد:19}: والإيمان التام يستلزم العلم والعمل، والدعوة إلى الله بالتعليم، والصبر عليه. اهـ.
وعلى هذا، فمن أراد منا أن يصل إلى هذه المنزلة العظيمة؛ فليجتهد في أن يَصدق في أقوالِه، وأفعالِه، وتحقيقِ إيمانِه التامِّ بالله، واليوم الآخر وذلك بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله، مع الصبر.
وأما كيف يمكنك الثبات على قيام الليل، وثوابه؛ فانظر له الفتوى رقم: 19808، والفتوى رقم: 50115، والفتوى رقم: 158493.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني