السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ذكر الله أو قراءة القرآن في النفس بدون تحريك الشفتين في غير وقت الصلاة يؤجر عليه العبد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ذكر الله أو قراءة القرآن في النفس بدون تحريك الشفتين في غير وقت الصلاة يؤجر عليه العبد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن القراءة دون حركة اللسان والشفتين لا تعد قراءة، سواء تعلقت بالصلاة أو غيرها، فلا يحنث بها الحالف عن القراءة ولا تمنع للجنب، لأنها فكر وليست قراءة، قال صاحب مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: ولا يجوز إسرار من غير حركة لسان، لأنه إذا لم يحرك لسانه لم يقرأ وإنما فكر.... قلت: نقل البرزلي في مسائل الأيمان عن أبي عمران الإجماع على أن القراءة بالقلب لا يحنث بها، ووقع الإجماع على أن للجنب أن يقرأ ولا يحرك لسانه. انتهى. وأما عن حصول الأجر للقارئ بقلبه، فلا أحد يستطيع الجزم بحصول الأجر في أي عبادة، لأن ذلك من أمور الغيب التي لم يطلع الله عليها عباده، والذي يمكن الجواب عنه هو: هل هي تعد عبادة أم لا تعد؟ والجواب: أنها إذا صاحبها تدبر للمعاني ورضا بها وتسليم، كانت عبادة، قال ابن حجر العسقلاني: ونقل عن بعض العارفين قال: الذكر على سبعة أنحاء.. فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضاء فتح الباري شرح صحيح البخاري ج11 ص209. وقد ورد الأمر بتدبر القرآن، قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [صّ:29]، وقال في تفسير فتح القدير: قوله: ليدبروا: أصله ليتدبر فأدغمت التاء في الدال وهو متعلق بأنزلناه، وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه لا لمجرد التلاوة بدون تدبر. ج4ص611. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني