السؤال
هل الأفضل أن يتوب الإنسان توبة نصوحا لا عودة بعدها، أم يتوب ويعود، ثم يتوب ويعود إلى نفس المعصية؟ حيث أرى بعض العصاة حياتهم كلها مليئة بالمعاصي، وعندما يتوبون يصدقون في التوبة، فأتحسر لعدم صدقي في التوبة خصوصا بعدما سمعت أن العودة إلى المعصية بعد الحج نكسة عظيمة، وقد سمعتها في فتوى العثيمين ـ رحمه الله ـ فما توجيهكم؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفضل بلا شك هو أن يتوب الشخص توبة نصوحا، يستقيم عليها، ولا ينقضها بعودة أخرى للذنب، لكن إذا قدر أن قدمه زلت، وعاود المعصية مرة أخرى، فلا ييأسن من رحمة الله، بل عليه أن يعيد الكرة ويجدد التوبة مهما تكرر منه الذنب؛ فإن الله لا يزال يتوب على العبد ما تاب العبد إليه، ومهما كان الذنب عظيما، ومهما تكرر الذنب، فإن العبد إذا تاب منه توبة صادقة تاب الله عليه، مصداق قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فالذي نوجه إليه هذا الشخص الذي انتكس وعاد إلى المعصية؛ ألا ييأس من روح الله، وألا يقنط من رحمة الله، وأن يعود إلى الله منيبا تائبا عالما أنه متى صدق في توبته تقبل الله منه، وأقال عثرته، وغفر زلته، نسأل الله أن يرزقنا وسائر إخواننا توبة نصوحا.
والله أعلم.