السؤال
أنا فتاة من مصر، أبلغ 30 عاما، ومنذ أن هداني الله للإسلام، ونطقت الشهادتين، قال لي أحد الأشخاص أن أصلي الصلوات الخمس، ولا يجوز لي إضاعتها إطلاقا، وقال إن الإسلام يبيح لي أن أجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، إذا لم أستطع أداء كل صلاة في وقتها، وأن أصلي وأنا قاعدة إن خفت أن أصلي قائمة، وإذا لم أستطع أذهب للحمام وأصلي فيه، عند الضرورة، وكنت أفعل هذا في المنزل، أو العمل. وبطبيعة الحال لم أكن أستطيع الصلاة بزي شرعي في المنزل، والعمل، وكلما سمحت الظروف كنت أذهب إلى المسجد وأصلي هناك، وكذلك الحال إذا كنت في المنزل وحدي، فأرتدي الحجاب، وأصلي في حجرتي. ومنذ يومين قالت لي إحدى صديقاتي إن هذا لا يجوز، وأن صلاتي باطلة، لن يقبلها الله، ولا بد أن أصلي بالحجاب، وخارج الحمام مهما كانت الظروف، وأنا الآن أبكي، ولا أعلم ماذا أفعل؛ لأني لو فعلت ما تقول صديقتي، سيعرف أمر إسلامي، وسأتعرض للأذى الذي لا يعلم مداه إلا الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك للإسلام، ومنَّ عليك به، ونسأله سبحانه أن يثبتنا، وإياك على الحق حتى نلقاه.
ثم اعلمي- بارك الله فيك- أن دين الإسلام يسر كله، والحمد لله، وأن الله سبحانه لم يجعل علينا في الدين من حرج، وله على ذلك الحمد والمنة، وأنه سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها.
فعليك أن تتقي الله ما استطعت، فإن كنت تخشين إذا اطلع على إسلامك ضررا محققا من قتل، أو ضرب شديد، أو نحو ذلك، فافعلي ما يندفع به عنك هذا الإكراه.
والأصل أنك تؤدين الصلاة محافظة على شروطها وأركانها، وما عجزت عنه، فإنه يسقط عنك، فإن عجزت عن الصلاة في غير الحمام، فصلي، ولا تتركي الصلاة، وإن عجزت عن الصلاة مستورة العورة، فلا إثم عليك في كشف ما تدعو الضرورة إلى كشفه، وإن عجزت عن القيام لخوف على نفسك، فصلي قاعدة، وإن عجزت عن الركوع والسجود، فأومئي بهما، والحاصل أن كل ما تعجزين عنه، أو يخشى عليك بفعله الضرر، فإنه يسقط عنك؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظري فتوانا رقم: 132697، ولك أن تجمعي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء للحاجة.
وننصحك بأن تجتهدي في تعلم أحكام الدين من خلال المواقع الموثوقة، والكتب السهلة للعلماء الثقات مثل كتب الشيخين ابن باز وابن عثيمين وفتاواهما، كما ننصحك بمحاولة البحث عن مخرج مما أنت فيه، لتتمكني من إقامة الدين على وجهه، واستعيني على ذلك بالله تعالى؛ فإنه خير معين، نسأله سبحانه أن يهيئ لك من أمرك رشدا.
والله أعلم.