السؤال
أرجو ألا تعاملوني على أساس أن هذه الأشياء التي أسأل عنها أوهام، ووسوسة.
ثانيا: هل إذا كان هنالك مكان فيه نجاسة، والنجاسة زالت من ناحية الطعم، واللون، والرائحة يصبح المكان طاهرا؟ وهل يحق لي أن أتفحص الأماكن التي أشك، أو أتيقن أن فيها نجاسة؟
ثالثا: بسبب الوسواس القهري الشديد، أصبحت أراقب الأماكن، والناس، وأعرف أماكن البول، فأخي يبول في كل ركن في المنزل في الغرف، والحائط، والشباك، والمخزن، مع أنه كبير في السن.
كيف أتعامل مع هذه الأشياء؟
رابعا: أنا مصاب بسلس البول الدائم، وتغيير الملابس، أو رش الملابس من فوق، وغسلها يشق علي، ويصيبني بالحرج، خاصة مع أمي. أحيانا تأتيني أفكار بأنني قد عفي لي عن ترك الصلاة؛ لأنني مريض، ومصاب بدرجة تقريبا من الاكتئاب.
فأنا الآن في حيرة، لي أربع سنوات لم أصل، ولا أستطيع أن أتحرز، أو أجد صعوبة من نجاسة المنزل، والشارع.
الرجاء ساعدوني.
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكيف تريدنا ألا نتعامل مع ما تذكره على أنه وساوس، وهو في الحقيقة كذلك، وأنت تعترف بهذا، وتقر به، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وألا تسترسل معها؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وابن على الأصل، واعمل به دائما، وهو أن الأشياء الأصل فيها الطهارة، فلا تفتش عن طهارة شيء ما، أو نجاسته، بل استصحب الأصل فيه وهو الطهارة، ولا تحكم بنجاسته إلا بيقين جازم، تستطيع أن تحلف عليه.
وإذا تيقنت نجاسة موضع معين، فالخطب سهل، فإن تطهيره يكون بصب الماء عليه، وإذا كنت متيقنا من أن حال أخيك ما ذكر فعليك أن تنهاه، وتبين له خطأ ما يفعله.
وأما سلس البول: فإن فقهاء المالكية يرون العفو عما يصيبك بسببه من النجاسة، وأنه لا يلزمك تطهيره، وانظر الفتوى رقم: 75637.
وما دمت مصابا بالوسوسة، فلا حرج عليك في العمل بهذا القول، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.