السؤال
أعمل إماما في مسجد، وألقي كل يوم درسا من رياض الصالحين بعد صلاة المغرب ولله الحمد، ولكن أحد المصلين احتج بأن التسبيح والتهليل بعد صلاة المغرب أفضل من الدرس، أرجو إفادتي مع الأدلة فيما هو أفضل؟ وجزاكم الله خيراً.
أعمل إماما في مسجد، وألقي كل يوم درسا من رياض الصالحين بعد صلاة المغرب ولله الحمد، ولكن أحد المصلين احتج بأن التسبيح والتهليل بعد صلاة المغرب أفضل من الدرس، أرجو إفادتي مع الأدلة فيما هو أفضل؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تعليم الناس وتعلمهم أحكام الدين هو واجب شرعي لا يجوز تركه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري وغيره عن عبد الله بن عمرو، وروى ابن ماجه وحسنه السيوطي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم. كما أن التسبيح والتهليل وما شابهه ما من الأذكار أمر ندب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعاً وثلا ثين، فرجعت إليه فقال: تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثين. ولكن لا تناقض بين العبادتين والجمع بينهما ممكن، بأن يترك للمصلي وقت قصير ينجز فيه أذكاره تلك، ثم يلي ذلك الدرس من رياض الصالحين أو غيره، مع العلم بأن تعلم العلم وتعليمه أفضل من كل عبادة، روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء..... أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدرامي، وفي رواية للدرامي: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني