السؤال
أنا طالبة جامعية، علمت أن التطوع في الجمعيات الخيرية أو الطلابية يعطي خبرة ويساعد على التعامل مع الناس والمجتمع، وبعد أن صليت الاستخاره عدة مرات، قررت أن أتطوع ـ خاصةً أنني خجولة جدا، ولا أجيد التعامل مع الغير ـ الرجال بالذات ـ فقمت بالتطوع في جمعية خيرية لمساعدة الفقراء، فأحسست بتحسن في معاملتي مع الناس، وفي جوانب أخري أيضاً، فمثلاً: أصبحت أداوم على ورد يومي من القرآن، وأصبحت أعتز بلغتي العربية، وأقرأ سورة الكهف يوم الجمعة... ولكن هذا التطوع أحياناً يكون فيه اختلاط في حدود، فنحن نوزع أجهزة عينية على الفقراء وهذا يضطرنا لوجود شاب معنا ليُنزل الأجهزة، ورجل آخر يكون سائقا، ويركب معنا في الباص شاب أو بعض الشباب في مقدمة العربة.. وقد رأيت فتيات يمزحن.... فهل أكمل معهم أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصاً على الخير، وإقبالاً على طاعة الله، ونسأله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن، واعلمي أنّ الأصلّ في عمل المرأة سواء كان تطوعاً أو وظيفة لكسب المال ـ الأصل فيه ـ ألا يشتمل على مخالطة للرجال، وراجعي ضوابط عمل المرأة في الفتويين رقم: 522، ورقم: 3859.
والذي ننصحك به أن تجتنبي هذا العمل التطوعي الذي يشتمل على ضرب من مخالطة الرجال، فالفتنة خطرها شديد، وضررها كبير، والسلامة لا يعدلها شيء، فإن لم تجدي مجالاً للعمل التطوعي الخالي من الاختلاط بالرجال الأجانب، فاقصدي باباً آخر من أبواب الخير والنفع للمسلمين بعيداً عن الاختلاط بالرجال، واعلمي أنّ الحياء لا يأتي إلا بخير، وهو خلق الإسلام، فحافظي على هذا الخلق الكريم، واحذري من استدراج الشيطان وتلبيس النفس واتباع الهوى. ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.