السؤال
أنا فتاة في 22 من العمر، أصبحت أرملة في 18 من عمري، بعد عقد قراني بعدة شهور -أسال الله الرحمة للمرحوم-
في فترة عقد قراني، كنت ما أزال جاهلة بأغلب خفايا الزواج ومسؤوليته.
كنت لا أعلم حتى ما حقيقة ليلة الدخلة، ولم أتعمق أكثر بعد وفاة زوجي.
في هذه الفترة تزوج الكثير من صديقاتي، وبعض قريباتي، فبداعي الفضول، وكسب المعلومات بدأت البحث عن الزواج وما يليه، وحكم لفتوى، وموضوع يلي موضوع، وقصة تلي قصة، ونصائح وغيره في نفس الموضوع، وبدأت التخيلات -لا تستمر لوقت طويل- تخيلات مثل ماذا سيحدث إذا كنت متزوجة- لا أتخيل المرحوم، أو شخصا معينا- كيف ستكون ليلتي، أو حياتي بعد ذلك؟
فأسئلتي هي:
1-هل يجب أن أتوقف عن التخيلات، مع العلم أني أحاول البعد عن التخيلات الجنسية قدر الاستطاعة؟
2-هل يجوز لي البحث؛ لأنه سبق لي الزواج، وأنا ما زلت بكرا، وأرملة؟
3-صديقة مقربة لي مقبلة على الزواج.
ما حكم نصحي لها؟ وهل يجوز لي البحث لنصحها؟
من الصعب التحكم في الخيال، ولكن أعرف أنه مع الوقت والإصرار نستطيع التوقف.
جزاكم الله خيرا مقدما.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلو لم تكن تلك التخيلات مشتملة على تصور الجماع بمعين، فإنها بكل حال غير مأمونة العواقب، فاحذري من الاسترسال معها، وكفّي عن قراءة وسماع الموضوعات المتعلقة بهذه الأمور، ولا تتعلّلي بحاجتك لنصح صديقتك، لتبحثي عن هذه الموضوعات وتخبريها بها، فلا حاجة لذلك فإنّها تجد -إن شاء الله- من ينصحها من قريباتها، أو صديقاتها المتزوجات، فلا تأمني كيد الشيطان ولا تتبعي خطواته، واحرصي على ما ينفعك ويصلح قلبك، واعلمي أنّ هذه الخيالات وإن كانت تغلب على النفس دون إرادة، فلا ينبغي إهمالها، بل تنبغي مدافعتها حتى لا تؤدي إلى فساد وفتنة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان: أحدهما حراسة الخواطر وحفظها، والحذر من إهمالها والاسترسال معها؛ فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى، حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. طريق الهجرتين.
والله أعلم.