السؤال
أريد فتوى في مشكلتي: كنت أشاهد الأفلام الإباحية دائما، وعندما أستوعب الذي أفعل، أقسم بالله ثلاث مرات لكيلا أفعل هذا العمل المشين، ولكن أعود وأرى الأفلام الإباحية، وأرجع أقسم بالله، ثم أعود وأشاهدها.
أعلم أن الله غاضب، ويمكن ألا أدخل الجنة. ماذا أفعل لكيلا يغضب مني الله ويسامحني؟
أنا الآن لا أصلي، ولكنني نويت أن أصلي لكي يغفر لي ربي. هل سيسامحني؟ أنا حقا نادمة، وأريد أن أتوب.
أرجو الرد.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك هو أن تبادري بالتوبة النصوح من جميع ما تقترفينه من الذنوب، وتفعلينه من المعاصي، وبخاصة ترك الصلاة، فإن ترك الصلاة الواحدة أعظم إثما من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس -عياذا بالله-، بل هو كفر عند بعض أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 130853.
فعليك أن تحافظي على صلاتك، فلا تضيعيها، ثم إنك لو حافظت على الصلاة، فإن ذلك سيعينك بإذن الله على التوبة مما عدا ذلك من الذنوب والآثام، كمشاهدة الأفلام المذكورة، وغير ذلك، قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.
وعليك كلما هممت بالنظر إلى تلك المحرمات، أن تستحضري اطلاع الله عليك، ونظره إليك، وأنه لا تخفى عليه خافية من أمرك، وأنه -سبحانه- يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، فاستحضري سبق نظره إليك، ثم تفكري في القيامة وأهوالها، وما أعده الله فيها من النكال والعذاب لمن خالف أمره، فاحذري أن يصيبك شيء من هذا، فإن أحدا لا طاقة له بعذاب الله تعالى -عياذا بالله من غضبه وعقابه-، واصحبي الصالحات، اللاتي تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، واستبدلي بالنظر إلى ما ذكر، النظر إلى المحاضرات النافعة، واستماعها، والنظر في كتاب الله تعالى، والإكثار من تلاوته، واعلمي أنك إذا تبت توبة نصوحا، تاب الله عليك، ومحا عنك أثر ذلك الذنب، مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وننبهك إلى أنه تجب عليك كفارة يمين، عن كل يمين حلفتِها وحنثتِ فيها، فعليك أن تعدي هذه الأيمان، وتكفري عن كل يمين منها بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن عجزت، فصومي عن كل يمين ثلاثة أيام، والأحوط أن تكون متتابعة.
والله أعلم.