السؤال
عندي 17 سنة، وملتزم منذ 4 شهور، وكنت سابقا أغني، وتركت الغناء، وقررت أن ألتزم، وأحيانا أؤذن في الجامع، فهل يحرم التلحين في الأذان أم لا؟ وأحيانا عند صلاة المغرب لا يوجد إمام، وأنا أحفظ عدة سورة بالأحكام ومتحمس، وأنا أصلي بالناس أحس بالرياء، وأرجع في كلامي، وأتمنى أن أكون إماما وأصلي بالناس، فهل هذا رياء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي مَنَّ عليك بالتوبة قبل الممات، ونبشرك بأن التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسنه الحافظ ابن حجر.
بل إن الله يتفضل على عبده التائب، ويبدل سيئاته حسنات، وقد سبق لنا بيان حكم التطريب في الأذان والتلحين فيه، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 35591، 35974، 124588.
وإذا غاب الإمام فينبغي أن يتقدم للصلاة بالناس صاحب الحق في ذلك، وهو الأقرأ لكتاب الله تعالى، العالم بفقه الصلاة، وصفة سجود السهو، وأحكام الاستخلاف، وغير ذلك؛ لأن الإمام ضامن لصلاة مَن خلفه، فالإمامة تكليف، فإن لم يكن في الناس من يستحق الإمامة غيرك، وكانت صلاتك صحيحة، فلك أن تتقدم للإمامة. وانظر كلام الفقهاء في الأولى بالتقديم للإمامة في الفتوى رقم: 100522.
والظاهر أن التطلع للإمامة ومحبتها لا حرج فيه، لأن عالي الهمة يطلب عالي الرتبة، ولكن لا ينبغي أن يطلب الإنسان شيئًا لا يستحقه، فإن من استعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه، فالمطلوب منك الاستعانة بالله تعالى، والتفقه في دينه بطلب العلم النافع، وحفظ كتابه وتجويد قراءته، فإن احتيج إليك في الإمامة كنت حينئذٍ أهلاً لها، واحذر من استشراف الإمامة طلبًا للفخر، والاستعلاء على الناس، ومحبة التقدم عليهم، فإن طلب الدنيا بالدين، ومحبة العلو في الأرض، ومحبة الثناء من الناس ومحمدتهم من أعظم المهلكات، فطلب العلم وحفظ القرآن من العبادات المحضة التي لا يجوز أن يقصد بها غير الله تعالى والدار الآخرة، فإن صححت نيتك وجاهدت هواك فسوس إليك الشيطان أنك مراءٍ بفعلك، فاستعذ بالله تعالى منه، وقل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
واستمر في عملك الصالح ولا تتركه، وانظر الفتوى رقم: 45693.
ولمزيد فائدة انظر الفتويين رقم: 265528، ورقم: 30366.
والله أعلم.