السؤال
الحمد لله الذي وفقني للتوبة من الذنوب العِظام، وقد ضاق صدري واشتد حزني من كثرة الذنوب! وكلما تبت يظهر لي ذنب آخر، ويكون أعظم... لم أمل ولن أتوقف عن التوبة، لكنني أخشى أن أموت، وتبقى علي ذنوب وسيئات جارية! والمصيبة أن الذنوب التي أتذكرها ليست بالهينة والصغيرة ـ كفر وشرك وكبائر ـ فما هي نصيحتكم لي؟ وكيف يتوب العبد ويستغفر من الذنوب التي لا يتذكرها؟ وما رأيكم في هذا الاستغفار: أستغفر الله مما يعلم الله. أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، من الذنوب التي أعلم، ومن الذنوب التي لا أعلم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم، ورحمته سبحانه قد وسعت كل شيء، ومن تاب توبة صادقة، فإن الله يتوب عليه، ويمحو ذنبه، ويرجع كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فنصيحتنا لك هي أن تستمر في طريق التوبة والاستقامة، وأن تكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات. وأما ما لا تعلمه من الذنوب، فيسعك أن تتوب منه توبة عامة، تأتي على ما تذكره وتعلمه، وما لا تذكره وتعلمه من ذنوبك، وتنفعك هذه التوبة ـ بإذن الله ـ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 248506.
والاستغفار الذي ذكرته استغفار حسن، والصيغة الثانية وردت في حديث صحيح أخرجه الترمذي عن بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم: حدثني أبي عن جدي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف.
ويستحب لك أن تلزم صيغ الاستغفار الأخرى الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كسيد الاستغفار، ونحوه من الأدعية والأذكار المأثورة.
والله أعلم.