السؤال
أريد أن أتفقه في المذهب الحنبلي، وقرأت كتاب اللآلئ البهية في كيفية الاستفادة من الكتب الحنبلية، وقررت أن أقرأ أولا متن عمدة الفقه، وأخصر المختصرات وشروحه، ثم أنتقل إلى عمدة الطالب لنيل المأرب وشرحه، ثم أنتقل إلى زاد المستقنع وشرحه لابن عثيمين، ثم أنتقل إلى دليل الطالب، ثم أنتقل إلى متون أكبر منها ككتاب المنتهى وشرحه.... ثم أنتقل إلى كتب أكبر منها كغاية المنتهى.... ومن ثم المحرر لجد شيخ الإسلام وشروحها... ومن ثم أنتقل إلى المذاهب الأخرى الشافعية والمالكية والحنفية، فهل منهجي في فن الفقه جيد أم لا؟ حيث أجد العلماء قرأوا كل هذه الكتب وعلقوا عليها... ومن أهم الأشياء لطالب العلم حفظ المتون، فهل من الجيد حفظ كل هذه المتون؟ أم أحفظ متنا.. وأقرأ الباقي وأضبطه ضبطا دون حفظه.... وعند الانتهاء من ضبط المذهب الحنبلي هل أبدأ بقراءة المغني ثم أنتقل إلى كتب المذاهب الأخرى؟ وهل أقرأ شرح متن أو اثنين... في المذاهب الأخرى كالشافعية والمكالية والحنفية؟ أم يكفي متن لكل مذهب وشرحه؟ وهل هناك كتب أو مقاطع فيديو للعلماء في كيفية دراسة الفقه ثم التفرع للمذاهب الأخرى بالتفصيل؟.
وبارك الله فيكم؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على العلم ورغبة فيه، ثم الذي ننصحك به أن تلزم شيخا متقنا في بلدك، فتقرأ عليه ما يرشدك إليه، فإن الأصل في العلم أخذه على الشيوخ، فإن تعذر عليك ذلك فعليك بالاستماع لشرح معتمد لأحد الشيوخ الثقات للمتن الذي ستبدأ به، ونصيحتنا لك إن كنت ستدرس الفقه الحنبلي أن تبدأ بالمتنين المعتمدين عند المتأخرين، وهما دليل الطالب وزاد المستقنع، ومتن الزاد أكثر من حيث المسائل وكثرة العناية به، ومتن الدليل أخصر وأحسن ترتيبا، وعلى كل حال، فخذ أحد هذين المتنين واستشرحه شيخا ثقة حتى تحل ألفاظه، وتفهم منطوقه ومفهومه، ولا شك في أن خدمة الشيخ ابن عثيمين لمتن زاد المستقنع قد سهلت على طلبة العلم كثيرا، وذلك لما يتمتع به أسلوب الشيخ ـ رحمه الله ـ من السهولة والوضوح، وإذا أتقنت هذين المتنين أو أحدهما أمكنك الترقي إلى ما هو أوسع منهما وأكبر في المذهب، والمعتمد عند المتأخرين هما متنا المنتهى والإقناع، فإذا أتقنت هذين المتنين وفهمتهما فهما جيدا لم تعد بحاجة في الفقه الحنبلي لغير ذلك، وأمكنك النظر في المطولات وكتب الوجوه والروايات كالفروع والإنصاف، وكذا النظر في كتب الخلاف العالي كالمغني، ويمكنك الاستفادة من كتاب الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد، وإذا فرغت من دراسة الفقه الحنبلي، وأردت دراسة غيره فإنك تبدأ فيه بمتن مختصر، ففي المذهب الشافعي يمكنك البدء بمتن أبي شجاع وشرحه للخطيب الشربيني، ثم الترقي إلى متن المنهاج وشروحه، وفي المذهب المالكي يمكنك استشراح أحد العلماء الثقات لمتن رسالة ابن أبي زيد، ثم مختصر خليل، والنظر في شروحه الكثيرة، وفي المذهب الحنفي يمكنك البدء بكتاب الاختيار ونحوه من الكتب المختصرة في المذهب، ثم تترقى بعدها لما هو أوسع، وهكذا، ولنا فتاوى كثيرة في المنهجية في طلب العلم، وطريق الترقي فيه، والكتب المعتمدة في المذاهب وغير ذلك من الموضوعات المهمة يمكنك الدخول إليها عن طريق العرض الموضوعي.
والله أعلم.