السؤال
أرجو إفادتي بما يلي:
أولاً: عندما أنشغل بشيء من أمور الدنيا، أقوم بعمل صلاة استخارة، وبالفعل يرتاح قلبي للشيء الذي استخرت الله فيه، المهم بعد أن يرتاح قلبي من ناحية هذا الموضوع، يأتيني شعور بأن أبتعد عنه، علماً بأنني قد صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة، وتأتني راحة في القلب، ولكن يحدث في كل مرة أن يأتيني نفس الشعور بالابتعاد عنه.
ثانياً: أنه منذ فترة من الزمن كنت كأي شاب يتعرف على فتيات كثيرات، ثم قررت عدم العودة إلى هذه العلاقات مرة أخرى، وبالفعل قمت بعمل عمرة إلى بيت الله الحرام، ومنذ ذلك الوقت ارتاح قلبي، ولم أعد لمثل هذه الأشياء مرة أخرى، وداومت على الصلاة في المسجد.
ثالثاً: تأتيني المشاكل في كل حين وفي كل وقت، وخصوصاً في العمل، لدرجة أن زملائي لا يتركوني وحالي، ودائماً يتذكرون العلاقات القديمة، وينسون أنني بدأت المداومة على الصلاة، وليس لي علاقة بأي شيء لا يخصني، وبالتالي ينتابني الهم والحزن، لدرجة أنني لا أريد أن أرى أحداً. فماذا أفعل، لكي أرى رضا الله عني؟
وماذا أفعل مع زملائي لكي يعرفوا بأنني قد سلكت طريق الله، وتبت عن أي عمل أساء إلى من قبل؟
توجهت إلى الله بالدعاء، وبكثرة الاستغفار عما بدر مني، وطلبت منه أن يرفع الهم والحزن عن قلبي، نظراً لأن لي زوجة وأطفالاً، وهذه الهموم والأحزان تشغلني عنهم.
أرجو أن تخبرني ماذا أفعل؟ وكيف أرى رضا الله عني؟
جزاكم الله عنا خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما جواب الشق الأول من السؤال، فقد سبق في الفتويين: 19343، 1775، فلتراجعا.
وأما جواب الشقين الثاني والثالث، فنقول لك: الحمد لله الذي وفقك للتوبة، ونسأل الله لك الثبات على الاستقامة، واعلم أن الله تعالى أراد بك خيرًا، وإلا لما وجهك إلى التوبة. قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125].
فاحرص على الثبات على ما أنت عليه، واستعن بالله ولا تعجز، ولعلَّ ما يصيبك من مضايقات أصدقاء السوء ابتلاء من الله ليرى صدق توبتك وإمضاء عزيمتك. قال تعالى: ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:1، 2].
ولا ينبغي لهذه المضايقات أن تنغص عليك حياتك وتكدر علاقاتك مع أهلك وولدك. قال تعالى عن عباده المؤمنين: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص:55].
فلتكن هذه الآية قانونًا تسير عليه، وأعرض عن الجاهلين، وقل لهم قولاً يؤدي إلى السلامة، وعاملهم بالرفق، وادعهم إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكر قول الله -تبارك وتعالى-: كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [النساء:94].
ثم لا عليك بعد ذلك استجابوا أم تولوا، قال تعالى: وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل:127].
وأما سؤالك كيف تعرف رضا الله عنك، فننصحك بمراجعة الفتويين: 21885، و 20634. وستجد فيهما جواباً لما تسأل عنه.
والله أعلم.