السؤال
كيف نرد على من يسخر من التعدد من الكفار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن العاقل المنصف لا يمتري في صلاحية تعدد الزوجات لكثير من المجتمعات البشرية، وذلك لما ينطوي عليه من حِكَم جليلة ومقاصد نبيلة، إذا ضبط بالضوابط الشرعية التي جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن عدد النساء في أغلب المجتمعات أكثر من الرجال، والرجال يتعرضون للكوارث الطبيعية ومصائب الحروب أكثر من النساء، وقد يتزوج الرجل بامرأة لا تنجب أولادًا، وهما يرغبان في إنجاب الأولاد، فيكون الحل أن يتزوج بأخرى أو يُطلقها وهو لا يريد ذلك، وهي لا تريده، وهو حل لمشكلة الكبت والحرمان، وحل لمشكلة انتشار الرذيلة.. إلى غير ذلك من الحِكَم والمصالح التي تعود على البشرية في هذه الحياة وبعد الممات. والتعدد كان موجودًا في الأمم السابقة دون ضوابط ولا حدود، ولكن الشريعة الإسلامية حددته بحدود لا يتجاوزها مهما كانت الظروف، وقيدته بشروط العدل والقسم. وقد أقر كثير من المنصفين من غير المسلمين بمصلحة التعدد وحِكَمِهُ العظيمة، ولكن هؤلاء المتعصبين الذين عميت عيونهم وطمست عقولهم عن الحقائق يصعب إقناعهم؛ لأن فطرتهم قد انتكست، فأصبحوا يقبلون بالزنا والشذوذ وتعدد الخليلات، ولا يقبلون بتعدد الزوجات. وقد تسربت هذه العقلية - مع الأسف - إلى عقول بعض أبناء المسلمين ممن أثر فيهم الغزو الفكري، فأصبحوا يقلدون الكفار في كل شيء. وإذا كان هؤلاء يؤمنون بالأنبياء السابقين أمثال داود وسليمان عليهما السلام، فإن كتبهم تذكر أن داود عليه السلام كانت له تسع وتسعون زوجة وأكملها مائة، وأما سليمان فكانت عنده ثلاث مائة زوجة، وسبع مائة جارية. والحاصل أن تعدد الزوجات أجازته الشرائع السماوية، وقبلته الفطر السوية، وربما حتمته بعض الظروف الاجتماعية. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني