السؤال
تغير المدير العام للشركة التي أعمل فيها، ولأنني المسؤول عن الموظفين، فقد طلب مني المدير تقريرًا كاملًا لتقييم الأداء الوظيفي للموظفين، وأفصح عن رغبته في الاستغناء عن الذين لا يقومون بعملهم بشكل جيد، أو لديهم مشاكل، مع العمل أنني أخاف أن أتسبب في قطع رزق أحدهم، فماذا يجب عليّ أن أعمل في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك فعل ما أمرت به، مع مراعاة الصدق، والأمانة، وبيان الحق، فالمقصر تبين تقصيره، والمُجِدّ تبين جده، ومن فصل منهم من عمله، فلا يلحقك إثم بذلك، وليس في هذا قطع رزق، والله سبحانه وحده هو الرزاق، وهو سبحانه الذي يعطي ويمنع، ولا أحد من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده، إلا بإذنه تعالى، قال سبحانه: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {فاطر:2}، وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تستبطئوا الرزق، فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام. أخرجه ابن حبان في صحيحه.
ولن يمنع العبد ذرة زرق كتبها الله له، ولو اجتمع الخلق كلهم على منعه منها، ولن يعطى العبد ذرة رزق لم يكتبها الله له، ولو اجتمع الخلق كلهم لإعطائها إياه، قال صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 38318.
والله أعلم.