السؤال
أنا طالب في الطبّ، ولا أعرف كيف أوفّق بين دراسة الطب والعبادة، ولا أقصد الأمور الواجبة، بل الفضائل، مثل قراءة القرآن، والمكوث في المسجد بعد الفجر، وغيرها من السنن، فعند دراسة الطب أقول: لو قرأت القرآن، فالله سيبارك، وعند قراءة القرآن تحدثني نفسي عن فقه الأولويات، وكذلك التوفيق بين دراسة الطب والعمل الشرعي، أفيدوني في ذلك مع تفصيل حول فقه الأولويات.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولًا أن دراستك للطب تعد قربة، لو أنك احتسبت، ونويت النية الصالحة من نفع المسلمين، وأداء الواجب الكفائي عليهم من وجود الأطباء فيهم، ونحو ذلك من النيات الصالحة، فتكون بدراستك -والحال هذه- عابدًا لله تعالى، ثم إنك تأخذ من كل عبادة بنصيب، وتضرب بسهم فيما استطعت من أبواب الخير، مقدمًا الأهم فالمهم، فتبدأ بالفرائض مقدمًا أهمها وأولاها، ثم النوافل مقدمًا أعظمها أجرًا، وأكثرها مثوبة، وهكذا، وهذا لا سبيل إلى معرفته إلا بمزيد العلم النافع، الذي يعصمك الله به من تقديم المفضول على الفاضل، وانظر الفتوى رقم: 70316.
والذي يعينك على الجمع بين تلك الوظائف المختلفة، هو تنظيم الوقت، والحرص على عدم إضاعته، فإن الشخص لو تأمل ما يضيعه من الأوقات؛ لعلم أن كثيرًا مما يظن عجزه عن فعله من وظائف الخير، سببه إضاعة تلك الأوقات، التي لو شغلها بما ينفع؛ لاستطاع أن يجمع بين خير الدنيا والآخرة، وأن تحصل له مصالح الأولى والأخرى، فعليك أن تنظم وقتك، وتجتهد في استثماره الاستثمار الأمثل، فإن أمارة المقت إضاعة الوقت، كما قال بعض السلف -وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه-.
والله أعلم.