السؤال
ما كفارة من كان يصوم رمضان في السنين السابقة، ولم يكن ينوي صيام رمضان؟ وقبل بداية رمضان لم ينو بقلبه أنه سيصوم رمضان، أي أن نية صيام الشهر كله لم يكن يعملها ـ والله تعالى أعلم ـ وهناك أيام لا أعلم عددها لم يكن يخطر ببالي أنني سأصوم غدًا، وإنما أستيقظ وأكون صائمًا حتى المغرب، فأفطر؟ وما كفارة من تجشأ غازات عمدًا تحمل طعمًا خفيفًا. وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن نية الصيام أمرها سهل ـ كما هو حال النية عمومًا ـ فلا يشترط فيها التلفظ باللسان, بل محلها القلب, فإذا تسحر الإنسان ليصوم, فقد نوى, وإذا خطر بباله أنه صائم غدًا, فقد نوى، جاء في فتاوى جلسات رمضانية للشيخ ابن عثيمين: ثم إن الإنسان إذا قام في آخر الليل، وقرَّب الأكل، وأكل وشرب، ناوٍ, أو غير ناوٍ؟ ناوٍ، لو قيل له: صم ولا تنوِ الصيام، يستطيع أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، كما قال بعض العلماء: لو كلفنا الله عملًا بلا نية، لكان من تكليف ما لا يطاق، صحيح! لو أن الله قال: يا عبادي! اعملوا، ولا تنووا، لا نطيق، كيف نعمل، ونحن نعمل باختيارنا، ولا ننوي؟ ما من إنسان يفعل باختياره، إلا وهو ناوٍ, لكن مسألة أن الإنسان يقوم في آخر الليل ويتسحر، معروف أنه ناوٍ. انتهى.
وجاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فإن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والتابعين، لم ينقل عن واحد منهم أنه تكلم بلفظ النية، لا في صلاة، ولا طهارة، ولا صيام، قالوا: لأنها تحصل مع العلم بالفعل ضرورة، فالتكلم بها نوع هوس، وعبث، وهذيان، والنية تكون في قلب الإنسان، ويعتقد أنها ليست في قلبه، فيريد تحصيلها بلسانه، وتحصيل الحاصل محال؛ فلذلك يقع كثير من الناس في أنواع من الوسواس. انتهى.
وبناء على ما سبق؛ فالظاهر أن السائل قد كان يأتي بنية الصيام, فمن المستبعد أن تكون قد صمت رمضان, ولم تكن تنو الصيام، فإذا تسحرت لتصوم، فقد نويت, ومن ثم؛ فلا إعادة عليك, فالنية أمرها سهل, ومحلها القلب, ولا داعي للتلفظ بها.
وأما سؤالك الأخير: فيرجى إدخاله مستقلًا؛ لتتسنى إجابتك عنه، كما هي سياسة الموقع.
والله أعلم.