السؤال
أعاني من الوساوس: فلدي وساوس في الوضوء، وأقوم بالتلفظ بنية الوضوء، فهل هذا جائز؟ وأقوم بالإسراف كثيرًا بالمياه أثناء الوضوء، وأقوم بفرك أعضاء الوضوء جيدًا، وأريد طريقة لعدم الإسراف في المياه؛ لأنني أشعر أن طريقتي في الوضوء صحيحة كي أقوم بإيصال الماء لكل الأعضاء، وعندما أتوضأ وأصلي، أشعر بحركات في الدبر، كما أتلفظ بنية الصلاة أيضًا، فهل هذا جائز؟ وكيف تكون النية دون التلفظ بها؟ وعند البدء بالصلاة أعاني من وسوسة في قراءة الفاتحة، فأعيدها، أو أعيد بعض الآيات كثيرًا، وأرفع صوتي أثناء القراءة كي أسمع نفسي؛ لأنه يجب أن يسمع الشخص نفسه، فهل يكفي تحريك الشفتين أثناء القراءة؟ وكيف أسمع نفسي دون أن أسمع من يصلي بجانبي؟ أريد أن تعطوني حلًّا لعلاج الوساوس، أعلم أن علاجها في الإعراض عنها، ولكنني لا أستطيع، فعندما أحاول الإعراض عنها، أشعر بتوتر، وقلق، وضيق نفس، وهل الدم الخارج من الجروح من غير السبيلين نجس؟ وهل يجب عليّ أن أذهب إلى طبيب نفسي؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاج الوساوس الوحيد هو الإعراض عنها، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها، وقد يكون هذا صعبًا في أول الأمر، لكن مع المجاهدة، والاستعانة بالله، يتيسر الأمر، فلا تستصعب هذا العلاج، فإنه هو الحل لما تعاني منه من المشاكل، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والتلفظ بالنية في الوضوء والصلاة، غير مشروع على الراجح، ويكفي أن تستحضر بقلبك نية الطهارة، أو الصلاة، وإن تلفظت بالنية وفاقًا لمن يجوز ذلك من العلماء، وكان في ذلك تقليل لوسوستك، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ فإن للموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال، وأيسرها عليه، كما في الفتوى رقم: 181305.
وإذا توضأت، فصب الماء بصورة عادية من غير مبالغة، ولا تكلف، ولا تغسل العضو أكثر من ثلاث مرات، مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تستوعبه غسلًا.
وإذا وسوس لك الشيطان أن شيئًا ما خرج منك، فلا تبال بهذه الوساوس، ولا تعرها اهتمامًا وصل ما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنك أحدثت.
وإذا قرأت، فلا ترفع صوتك رفعًا مبالغًا فيه، ولكن بحيث تسمع نفسك فحسب، وإن اقتصرت على إخراج الحروف من مخارجها مع تحريك الشفتين، ولم تسمع نفسك جاز ذلك عند المالكية، ولك أن تأخذ بهذا القول، ولا تقرأ الحرف الواحد، ولا الكلمة الواحدة أكثر من مرة مهما وسوس لك الشيطان أنك أخطأت في نطقها.
وأما الدم: فإنه نجس يعفى عن يسيره.
ولا مانع من مراجعة طبيب نفسي في الموضوع؛ امتثالًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.
ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.