السؤال
كيف أعامل والدتي وهي لا تحب لنا الخير مثل أولادها من زوجها الثاني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى حث على الإحسان إلى الأبوين ومعاملتهما بالتوقير والاحترام، حيث قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الإسراء:23]. وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً[لقمان:15]. وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. كما قال صلى الله عليه وسلم لرجل جاء يريد الجهاد معه: هل لك أبوان؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد. متفق عليه. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. وعليه فيجب عليك الإحسان إلى أمك والسعي إلى ما يرضيها ما لم يكن مخالفًا لشرع الله تعالى. وقد جعل الله تعالى في قلوب الأمهات من الشفقة والرأفة على الأبناء ما الله به عليم، ومن غير الغالب وجود أم لا تريد الخير لأبنائها، وقد يتصور الأبناء ذلك، وحقيقة الأمر أنها بخلاف ذلك، وعلى كلٍّ فيجب الإحسان إلى هذه الأم مهما كانت حقيقتها، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني