السؤال
كنت أقود دراجة، ودون قصد مني اصطدمت بامرأة كانت بجانب الطريق، وطلبت منها العفو بإلحاح شديد، ولكنها رفضت، وذهبت مغضبة، ولا أدري أين تسكن، ولا أعرف عن أخبارها شيئًا، فهل أنا ظالم لها؟ وإن كنت كذلك، فأنا خائف أن تدعو عليّ -وخاصة بالرسوب في الامتحان النهائي- فهل دعاؤها عليّ بذلك يكون اعتداء؟ وهل يقبل منها؟ وماذا تنصحوني أن أفعل؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام ذلك عن غير قصد, فإن الإثم مرفوع عن المخطئ، لا يؤاخذه الله به، ولا يعاقبه عليه، فقد قال تعالى في محكم كتابه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}.
واستجاب الله تعالى دعاء عباده المؤمنين في قولهم: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة: 286} رواه مسلم.
وروى ابن ماجه، وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. صححه الألباني.
وبناء عليه؛ فإننا ننصحك بالاستقامة على أوامر الله تعالى, والإعراض عن أمر تلك المرأة, وألا تشغل نفسك بالتفكير فيها، فقد لا تدعو عليك أصلًا.
وإن دعت عليك بالرسوب في الامتحان, أو غير ذلك, فإن دعاءها غير مشروع, وغير مستجاب, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 288907.
والله أعلم.