السؤال
الوالد عنده سيارة خاصة بالعمل، ويذهب بها مشاويرهم وتنزهاتهم، ويملؤها البنزين على حساب العمل.
أنا ذهبت إلى البنك بالسيارة، وعملت لي محفظة أسهم، وأردت أن أدخل في التجارة، وذهبت إلى البنك بهذه السيارة،
وعملت حسابي التجاري.
هل استعمالي للسيارة بأن أذهب إلى البنك وأفتح الحساب جائز؟ وإن كان محرماً فهل يكون المال حراما؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أصحاب العمل يأذنون لوالدك في استعمال السيارة في أغراضه الخاصة، ويتحملون مصاريفها، فلا حرج عليه في ذلك، وإذا كانوا يأذنون لأولاده باستعمال السيارة لأغراضهم فلا حرج عليك حينئذ فيما حصل من استعمالك السيارة لأغراضك.
أمّا إذا كان أصحاب العمل لا يأذنون باستعمال السيارة للأغراض الخاصة، فلا يجوز لوالدك وأحرى لا يجوز لك استعمال السيارة في الأغراض الخاصة، والاستعمال في هذه الحال اعتداء وأكل لمال الناس بالباطل.
فالعبرة إذا بنظام العمل وقوانينه لأنّ المسلمين على شروطهم، وقد جاء في فتاوى نور على الدرب لابن باز –رحمه الله- : سيارة العمل تستخدم فيما تقتضيه التعليمات، وليس له أن يستعملها في غير ذلك، يكون خيانة، فإذا كانت التعليمات تُبيح له أن يستعملها في كذا، أو كذا، فلا بأس، أما أنه يستعملها؛ لأن المدير تساهل معه، أو نائب المدير فلا، الواجب أن يستعملها حسب التعليمات المتبعة التي قررتها الدولة. اهـ
وفي حال كونك استعملت سيارة العمل بغير حق فهذا لا يؤثر على معاملتك التي ذهبت إليها بالسيارة، فإن كانت معاملة مباحة فلا تحرم عليك بسبب استعمال السيارة غير المأذون فيه.
لكن إذا حصل منك أو من أبيك استعمال للسيارة بغير حق، فالواجب التوبة ورد الحق لأصحابه.
والله أعلم.