السؤال
سؤالي: في بعض الأحيان أشعر بضيق في قلبي بيني وبين زوجتي، وأكتمه إلا أنها تطلع علي أحيانا، وأنا أحاول المدارة، ولا أعرف السبب، وهي محترمة جدا، وتحب الله ورسوله، ومحافظة على العبادات والأخلاق، هذا للأمانة والإنصاف، وهي أفضل مني عند الله -بإذن الله- حسب حكمي على نفسي، ولدينا -ولله الحمد- والمنة ثلاث بنات وولد. كيف أعالج هذا الضيق في إطار الكتاب والسنة؟
مع العلم أني مقتنع بها زوجة صالحة بما تعني الكلمة، وأعتقد أن الظروف التي تمر بها ليبيا هذه الأيام (السنين) هي سبب أيضا فيما أعانيه.
وللعلم فإني بعيد كل البعد عن دائرة الصراع في ليبيا منذ 2011، وحتى اليوم. واسمحوا لي بإضافة طلب آخر: وهو أريدكم أن تأخذوا بيدي إلى باب التوبة، التوبة، التوبة، وأشهد الله أني لم أرتكب كبيرة يوما -حسب علمي المتواضع في الفقه الشرعي-
أرجو الإجابة سريعا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك، ويبارك لك في زوجتك، ويصرف عنكما نزغات الشيطان.
واعلم أنّ مثل هذه الأمور العارضة لا يكاد يخلو منها بيت، ولا يسلم منها إنسان، فقد قيل: إن القلب سمي قلباً لتقلبه من حال إلى حال، فما دام الغالب على علاقتك بزوجتك المودة والاحترام، فلا تقلق من مثل هذه العوارض النفسية، واستعذ بالله من الشيطان، وأكثر من ذكر الله، ودعائه، وتوكل على الله في صرف هذا الضيق عن قلبك.
وأمّا عن التوبة فهي وظيفة العمر لا يستغني عنها الإنسان في كل مراحل حياته، قال ابن القيم –رحمه الله- :
ومنزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به، واستصحبه معه، ونزل به، فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها في النهاية ضرورية، كما أن حاجته إليها في البداية كذلك. اهـ
ومما يعين العبد على التوبة والثبات عليها: الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه، والبراءة من الحول والقوة، والحرص على صحبة الصالحين، وكثرة الذكر والدعاء. وراجع الفتوى رقم: 188649.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.