السؤال
عن دار الأرقم تفصيلا واضحا وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن دار الأرقم هي الدار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فيها ليعلم أصحابه تعاليم الدين في بداية الدعوة، وكانت عند الصفا، وكانت للصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر المخزومي وأمه أميمة بنت الحارث. ودُعِيَت دارُ الأرقم بعد ذلك بدار الإسلام، ولهذه الدار قصة طويلة ذكرتها كتب التاريخ ملخصها: أن الأرقم رضي الله عنه تصدق بها قبل وفاته على ولده، وجاء في نسخة الصدقة. بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا، إنها محرمة بمكانها من الحرم، لا تباع ولا تورث، شهد هشام بن العاص، وفلان مولى هشام بن العاص. ا.هـ فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون فيها ويؤاجرون حتى كان زمن أبي جعفر المنصور فإنه حج في إحدى السنوات، وبينما هو يسعى رأى تلك الدار فوقعت في نفسه، ثم بعد زمن ساوم أحد أحفاد الأرقم على بيعها وهو عبد الله بن عثمان بن الأرقم وكان مسجوناً عنده في قصة يطول ذكرها، فساومه على بيعها مقابل أن يخلي سبيله، فتنازل له عن حقه وكتب عليه كتاب شِرىً على حساب سبعة عشر ألف دينار وتتبع إخوته -وكانوا له شركاء في الدار- ففتنتهم كثرة المال فباعوها له، فصارت لأبي جعفر ولمن أقطعها. ثم صَيَّرَهَا المهدي للخيزران أم موسى وهارون فبنتها وَعُرِفَتِ الدار بها فصارت تسمى دار الخيزران، ثم صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين، ثم سكنها أصحاب الشَّطْوِي والعَدَني، ثم اشتراها غسان بن عباد من ولد موسى بن جعفر وهكذا. وهي الآن خبر بعد عين دخلت في حدود المسعى. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني