السؤال
أريد أن أنتحر، والانتحار في قلبي كل ساعة، ولكنني لا أريد الخلود في النار؛ لذلك أدعو الله عز وجل كل يوم في كل وقت أن يقتلني وأموت بأسرع وقت ممكن، ولكن الله لا يستجيب دعائي، فهل يعتبر دعائي هذا من اليأس؟ وهل عليّ إثم؟ وأنا أيضًا أدعو أن أدخل الجنة بعد طلب الموت من الله؛ لأني أكره الحياة ونفسي بشدة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك تمني الموت، فرارًا مما نزل بك من الضر؛ لما في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيًّا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.
فعليك- أيها الأخ الكريم- أن تحسن ظنك بربك تعالى، وأن تتفاءل، وترى وجوه الخير والنعم التي منَّ الله بها عليك، وتعلم أن طول العمر لا يزيد المؤمن إلا خيرًا.
وابحث عن أسباب السعادة في حياتك، وهي كثيرة -لو تأملت-.
وأهم وسائلها: الاجتهاد في طاعة الله تعالى، فإنك إذا أقبلت عليه، وأنبت بكليتك إليه، استأنس قلبك، وقرت عينك، وشعرت بلذة لا تعدلها لذة، وتلك اللذة -نعني لذة العبادة، والأنس بالله تعالى- لا تنال إلا بمجاهدة ومصابرة، فاسلك هذا الطريق، وأدم طرق الباب؛ فإنه من أدمن طرق الباب ولج، وانظر الفتوى رقم: 139680.
ومارس الأنشطة الترفيهية المباحة من الرياضة، ونحوها، مما يكون له أثر في إذهاب الحزن والهمّ عن نفسك، وارض بما قسمه الله، عالمًا أن اختيار الله لك، خير من اختيارك لنفسك، وفوض أمرك إليه سبحانه؛ فإن الخير كله بيديه، وحاول أن تنجز ما يناط بك من المهام، وتتفوق في مجال عملك أو دراستك، ويكون لك تأثير إيجابي على من حولك.
وننصحك كذلك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
وأما سؤال الله الجنة بعد الموت، فهو هِجِّيرى كل مؤمن، وطلبة كل عبد مسدد موفق، نسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار.
والله أعلم.