السؤال
كيف أتوب؟
ابتليت بمشاهدة المقاطع الإباحية، وممارسة العادة السرية. وكل يوم أتوب، وكل ليلة أعود.
تعبت من نفسي، وأخاف أن أموت على هذا الذنب.
وأشعر أن كل حياتي انقلبت رأسا على عقب.
قد أترك هذه الأفعال لفترات ثم أعود.
تعبت من نفسي، وأشعر أن إيماني كاذب.
كيف أبكي، وأستغفر وأتصدق، ثم بالليل أعود!
أود أن أقول أنقذوني، ولكن أعلم أنه ليس بيدكم شيء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تيأسي من روح الله، ولا تقنطي من رحمة الله، فباب التوبة مفتوح مهما تكرر الذنب أو عظم، ولا يغلق باب التوبة في وجه أحد ما دامت روحه في جسده، ولا علاج للذنوب إلا التوبة، فمهما تكرر ذنبك، فعالجيه بالتوبة النصوح، وكلما أذنبت فتوبي، فإذا عدت فأذنبت فتوبي.
وإذا تبت توبة نصوحا، مستوفية لشروطها من الإقلاع، والعزم على عدم المعاودة، والندم على فعل الذنب؛ فهذه توبة صحيحة مقبولة تمحو أثر ذنبك. فإذا زللت وعاودت المعصية، لم يكتب عليك إلا الذنب الجديد، وعليك حينئذ أن تتداركيه بتوبة نصوح، واستمري في ذلك، ولا تملي؛ فإن الله لا يمل حتى يمل العبد.
ويعينك على الثبات على التوبة والاستمرار فيها، وعدم الرجوع للذنب: استحضار قبح المعصية، وعظيم خطرها وكبير ضررها، واستحضار عقوبتها، وأن من عقوباتها الختم على القلب والطبع عليه، وإلف المعصية واستحسانها، فقد يحال بسبب المعصية وتكرارها بينك وبين إرادة التوبة -والعياذ بالله- فتخشي من ذلك وتحذريه، فيعينك هذا على الاستمرار في التوبة وعدم نقضها. وننصحك بقراءة كتاب: الداء والدواء لابن القيم -رحمه الله- ففيه نفع عظيم فيما يتعلق ببيان عقوبات المعاصي وآثارها.
ومما يعينك على الاستمرار في التوبة كذلك، مجاهدة النفس، وصحبة الصالحين، والاجتهاد في الدعاء والابتهال إلى الله تعالى أن يعصمك من السوء والفحشاء، وشغل النفس بالنافع من الأقوال والأفعال، نسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا.
والله أعلم.