السؤال
ما حكم خروجي للتنزه يوم شمّ النسيم؛ لأنه يوم إجازة، ألتقي فيه مع أصدقائي، غير أننا غير معتقدين أو معترفين به عيدًا، ولا نتناول فيه أية أطعمة من المعتاد تناولها في ذلك اليوم؟ ولكم جزيل الشكر.
ما حكم خروجي للتنزه يوم شمّ النسيم؛ لأنه يوم إجازة، ألتقي فيه مع أصدقائي، غير أننا غير معتقدين أو معترفين به عيدًا، ولا نتناول فيه أية أطعمة من المعتاد تناولها في ذلك اليوم؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حقيقة ما يسمى بعيد شم النسيم، في الفتوى رقم: 8762، والفتوى رقم: 245038.
وذكرنا أن من مظاهر الاحتفال بذلك العيد الوثني، أن الناس يخرجون إلى الحدائق، والمتنزهات، فخروج المسلم إليها -وإن كان في أصله مباحًا- لا يخلو من تشبه بهم، وموافقة لهم في مظهر من مظاهر ذلك العيد، فينبغي البعد عنه، وسنةُ رسول الله وشرعتُه ومنهاجه -أقوالاً، وأفعالاً، ومظاهرَ- تبايِن سبيلَ المغضوب عليهم والضالين، وتخالف طريقَ الكفار والمشركين، والمجوسِ والوثنيين، فدين الإسلام مبني على الابتعاد عن مشابهة الكفار.
ومن أعظم مقاصد الدين وأصوله: تمييزُ الحق وأهله عن الباطل وأهله، وقد أوضح ذلك نبيُّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفصّله، وأمر أمَّته بمخالفة الكفار في جميع أحوالهم -في العقائد، والعبادات، والعادات، والمعاملات، والآداب، والسلوك-، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: بُعثت بين يدي الساعة بالسيف؛ حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذلُّ والصغار على من خالف أمري، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم. رواه أحمد، وأبو داود، وفي الحديث الآخر: ليس منا من تشبه بغيرنا. رواه الترمذي.
وقد تكاثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "خالفوا المشركين". "خالفوا المجوس". "خالفوا اليهود". "خالفوا أهل الكتاب"؛ حتى في الصلاة التي يحبها الله ورسوله، شُرع لنا تجنب مشابهتهم في مجرَّد الصورة، كالصلاة عند طلوع الشمس وغروبها، فريضةً كان ذلك أو تطوعًا، فينبغي للمسلم أن يحرص على عدم التشبه بهم، ولو في صورة خروج إلى المتنزهات في ذلك اليوم، ما دام الخروج إليها مظهرًا من مظاهر عيدهم.
والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني