السؤال
من أذنب في نهار رمضان بارتكاب غيبة لإنسان فما حكم صومه؟
جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن اغتاب إنساناً وهو صائم فصومه صحيح عند جماهير العلماء، وحكى ذلك ابن قدامة إجماعاً، وقال النووي في المجموع: فلو اغتاب في صومه عصى ولم يبطل صومه عندنا، وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد والعلماء كافة؛ إلا الأوزاعي فقال: يبطل صومه بالغيبة. انتهى. ولكنه مع ذلك قد عصى الله وارتكب ذنباً عظيماً، لأن الغيبة محرمة سواء كان الإنسان صائماً أم لا، وتعظم حرمتها ويشتد وزرها في الصيام الذي يجب على الإنسان أن يجتهد فيه في التحرز من الآثام، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، وقال صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري والترمذي وغيرهما، وبوب عليه الترمذي "باب ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم"، وراجع الفتوى رقم: 6710، والفتوى رقم: 29929. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني