السؤال
عندما يريد أي إنسان أن يسير إلى الله، فإن الأولى له أن يهتدي بكتاب الله في ذلك، في القرآن جاء في آيات كثيرة شيئان هما:
1- الإيمان
2- العمل الصالح
وقد يأتي الإيمان وحده بدون أن يقترن بشيء في بعض الآيات، وقد يأتي مقرونا بشيء، ولكن يلاحظ أن الإيمان يأتي أولا قبل كل شيء في نصوص القرآن الكريم التي يذكر فيها، وهذا يعني شيئان: أولا أهمية الإيمان، ثانيا أولويته قبل كل شيء، بل قبل العمل الصالح.
أود منكم الإجابة عن التالي:
كثيرة هي الكتب التي تكلمت عن العمل الصالح وأنواعه، وتكلمت عن الأحكام .... الخ، ولكن خلال 1400 سنة ما هي " أفضل " الكتب القديمة (المشروحة) والحديثة التي تكلمت عن تنمية الإيمان، وعن الإيمان بالتفصيل، أو هل يوجد عندكم سلم علمي في كتب الإيمان؟
في حديث جبريل بين الرسول صلى الله عليه وسلم، ما هي أركان الإيمان، لا أتكلم عن هذا وإن كانت له علاقة وثيقة بما أسألكم عنه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام السائل لا يعني بسؤاله الكتب التي تتناول أركان الإيمان أو أصوله الستة، وقد قابل ما يريده بالعمل الصالح، فأغلب الظن أنه يعني بالإيمان: صلاح الباطن وأعمال القلوب.
وهذا الجانب كان التصنيف فيه قديما تحت مسمى الزهد أو الرقاق، ككتاب الرقاق من صحيح البخاري. وكتب الزهد لكثير من الأئمة، كالإمام أحمد، وشيخه وكيع بن الجراح، وتلميذه أبي داود السجستاني. والإمام عبد الله بن المبارك، وهناد بن السري، وابن أبي عاصم، وأبي حاتم الرازي، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، وغيرهم من الأئمة. وكتبهم مطبوعة.
ومن أشهر كتب أعمال القلوب كتاب ابن القيم: (مدارج الساكين) الذي شرح فيه (منازل السائرين) للهروي.
ومن أجمع الكتب التي تتناول أعمال الإيمان الظاهرة والباطنة، كتاب: شعب الإيمان للحافظ أبي بكر البيهقي، الذي اعتمد فيه على كتاب المنهاج في شعب الإيمان لأبي عبد الله الحَلِيمي.
ومن الكتب المعاصرة المفيدة في هذا الباب كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي: (التوضيح والبيان لشجرة الإيمان) والذي قال في مقدمته: هذا كتاب يحتوي على مباحث الإيمان التي هي أهم مباحث الدين، وأعظم أصول الحق واليقين؛ مستمدا ذلك من كتاب الله الكريم - الكفيل بتحقيق هذه الأصول تحقيقا لا مزيد عليه - ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ التي توافق الكتاب وتفسره، وتعبر عن كثير من مجملاته، وتفصل كثيرا من مطلقاته. مبتدئا بتفسيره، مثنِّيا بذكر أصوله ومقوماته، ومن أي شيء يستمد؟ مثلِّثا بفوائده وثمراته، وما يتبع هذه الأصول. اهـ.
هذا .. وقد ألف كثير من الأئمة كتبا في ضبط مسائل الإيمان وأحكامه وبيان حقيقته، ومنهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، وابن أبي شيبة، وابن منده، وابن أبي عمر العدني، وابن تيمية، وغيرهم. وذلك للرد على المخالفين في هذا الباب من الخوارج والمعتزلة ومن شابههم من جهة، والجهمية والمرجئة ومن شابههم من جهة أخرى. ولذلك كان بعض الأئمة يسمي كتابه في هذا الموضوع بكتاب: السنة، تمييزا له عن مناهج أهل البدع في هذا الباب، ككتاب: السنة لأبي بكر الخلال، وكتاب: السنة لابن أبي عاصم، وكتاب: السنة لعبد الله بن أحمد. ومن الكتب في هذا الباب كتاب الإبانة لابن بطة العكبري، وكتب الشريعة لأبي بكر الآجري.
والله أعلم.