السؤال
ما معنى: أبرأ للذمة، وأحوط للدين؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤالك يشتمل على عبارتين بمعنى واحد:
العبارة الأولى: "أبرأ للذمة" والذمة عرّفها الحطاب -المالكي- في مواهب الجليل، بقوله: والذمة أمر تقديري يفرضه الذهن، وليس ذاتا ولا صفة لها، فيقدر المبيع وما في معناه من الأثمان كأنه في وعاء عند من هو مطلوب به، فالذمة هي الأمر التقديري الذي يحوي ذلك المبيع، أو عرضه. انتهى.
وأبرأ للذمة معناها: الأبعد لها عن التلبس بما كانت مشغولة به من الحقوق: عبادات أو غيرها.
أما العبارة الثانية "أحوط للدين" فهي أيضا صيغة تفضيل معناها: الأكثراحتياطا في الدين.
والمعنى العام للعبارتين أن الإنسان ينبغي أن يفعل الحالة التي تكون أسلم لدينه, والأقرب إلى الورع, ومثل هذا الأسلوب يتردد في كلام أهل العلم، وتفيد الحثّ على الاحتياط في الدين.
يقول الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح: لكنه لا شكّ أن كون الإنسان يطوف على طهارة أفضل، وأحوط، وأبرأ للذمة. انتهى.
فكون الإنسان يطوف على طهارة، هذا أقرب للورع, وسلامة الدين؛ لأن هذا هو مذهب الجمهور.
ويقول الشيخ أيضا في كتاب الأصول من علم الأصول: العمل بالظاهر واجب، إلا بدليل يصرفه عن ظاهره؛ لأن هذه طريقة السلف، ولأنه أحوط وأبرأ للذمة، وأقوى في التعبد والانقياد. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 28533 وهي بعنوان: "الاحتياط في أمور الدين أفضل"
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني