السؤال
بالنسبة لفتواكم رقم: (37593) والتي كانت عن إمامة حالق اللحية، فقد ذكرتم أن المداومة على حلق اللحية فسقٌ، وعليه ذكرتم أقوال العلماء في إمامة الفاسق، ولكن -يا إخوتي- ألا يمكن أن يكون هؤلاء من الجهلة أو المتأولين، فكثيرٌ من الناس الآن -بكل أسفٍ- يحلق لحيته وهو لا يعلم أنّ ذلك محرّمٌ، وقد أطلقت لحيتي منذ عامين تقريبًا أو أكثر، وعندما كان والداي رافضين بشدّة ما فعلت، ذكرت لهما أنّ هذا واجبٌ، فتفاجأ والدي جدًّا بما قلته، ولم يقبله، بل أزيدكم أنّ كثيرًا من المتصدّرين للإفتاء قلّلوا من شأن اللحية، وادّعوا أنّ الفقهاء اختلفوا في هذه المسألة، فذهب فريقٌ منهم إلى أنّها من سنن العادات، وأنّ الأمر بإعفائها للإرشاد، وليس للوجوب أو الاستحباب، فهذا يعني أنّ كثيرًا ممّن يحلقون لحيتهم، يفعلون ذلك إمّا جاهلين أو متأولين، ولا يقصدون بذلك الإثم، فكيف يُقَال: إنّ من يحلق لحيته ويداوم على ذلك، فاسقٌ، وإمامته بذلك مختلفٌ في صحتها!؟ وما قصد الفقهاء بالفاسق الّذي اختلفوا في صحّة إمامته: ألا يقصدون بذلك أن يفعل الكبيرة، أو يداوم على الصّغيرة، وأن يعلم المأموم أن فعله لذلك قاصدًا عامدًا أم ماذا؟ فهلّا أوضحتم المسألة -بارك الله فيكم-.
وعلى كلٍّ؛ فأنا أتّبع الرّأي القائل بعدم صحّة الصّلاة خلف الفاسق، والمساجد الّتي أصلي فيها الجماعة أغلب من يصلّون فيها يحلقون لحيتهم، والمسجد الوحيد الّذي أجد أئمّته -غالبًا- ملتحين يرفض والدي أن أصلى فيه؛ لأنّه معروفٌ بأنّ كثيرًا من السلفيين يصلّون فيه، وهو يخشى من التّضييق الأمني الكبير على الملتحين والسلفيين، وأن يصيبني بذلك مكروهٌ، وأمّا بقية المساجد، فالّذي أعلمه أنّ أغلب أئمّتها غير ملتحين، وأنا أحيانًا أخالف أمره، وأصلّي في ذلك المسجد؛ لأنّه يقيم بعد الأذان بوقتٍ أطول من غيره، فأرتاح إلى وقوع صلاة الفجر -تحديدًا- بعد الأذان في التقويم بفترةٍ طويلةٍ؛ حتّى يغلب على ظنّي أكثر دخول الوقت، ولأنّ أغلب أئمّته ملتحون، وأخشى ألّا تصحّ صلاتي خلف من يحلقون لحيتهم، ومع علمي بفتواكم هذه: أن حالق اللحية يجري فيه خلاف العلماء في صحّة الصلاة خلفه، لكنّي مع ذلك أحيانًا كثيرةً صليت خلف حالقي اللحية؛ حتّى لا يغضب منّي أبي إذا علم بصلاتي في هذا المسجد، فلا أصلّي فيه إلّا قليلًا، ولأنّي أيضًا أحيانًا أكون بعيدًا عن منزلي، فأذهب لصلاة الجماعة في أيّ مسجد، فأجد الإمام حليق اللحية، فما الحلّ -بارك الله فيكم-؟ وهل صلواتي السّابقة صحيحة -بإذن الله-؟ فأنا أردت إرسال هذا السؤال منذ فترةٍ، لكني كنت أتكاسل عن ذلك، وأرجو الآن الإجابة وتوضيح الإشكال.