السؤال
أنا لست جميلا، وأدعو الله أن يجعلني كذلك، حيث إنني حين أقف مع أصدقائي، وأجد شخصا يتحدث عن وجهي يتحول يومي تلقائيا للسيء، ولكن بدون جدوى، أنا لا أصلي، ولكن أستغفر الله عن كل ذنوبي، التي يمكن أن تمنع دعوتي، وفي الآونة الأخيرة ضعف إيماني لا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -هداك الله- أن كل خلق الله حَسَن، وليس حُسن الوجه هو مقياس تفوق الشخص وجماله الحقيقي، بل جمال الباطن أهم بمرات من جمال الظاهر، فإن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا وأموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا، فليكن اهتمامك بجمال باطنك، فإنه إذا حسن لم تبال بعد هذا بحسن الصورة من عدمه، ولقد أحسن من قال:
وهل ينفع الفتيانَ حُسنُ وجوههم إذا كانت الأخلاق غير حسانِ
فلا تجعل الحسنَ الدليلَ على الفتى فما كل مصقول الحديد يماني
ثم اعلم -هداك الله- أن ما أنت مقيم عليه من ترك الصلاة كان يجب أن يكون أعظم ما تأسى له وتحزن، فإنه منكر شنيع، وإثم عظيم فظيع، بل هو كفر وردة -عياذا بالله- عند طائفة من أهل العلم، وهذا الذنب الذي هو ترك الصلاة أعظم خطرا على صاحبه من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس -والعياذ بالله-، وراجع الفتوى رقم: 130853.
فبادر بتوبة نصوح إلى الله تعالى تتدارك بها الفارط، وتصلح بها ما أفسدت، وتقرب إلى ربك تعالى بالحفاظ على الفرائض والإكثار من النوافل، واعلم أن المطيع لله تعالى يكسوه الله نورا وبهاء يراه في وجهه كل أحد، فهذا من أعظم سبل نيل حسن الصورة في أعين الناس، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نورا في الوجه، وضياء في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق؛ وإن للسيئة ظلمة في الوجه، وسوادا في القلب، وضيقا في الرزق، وضعفا في البدن، وبغضا في قلوب الخلق.
فتب إلى الله عاجلا غير آجل، واصحب الأخيار الذين يعنيهم حسن باطنك وقربك من الله تعالى أكثر مما تعنيهم صورتك وجمال وجهك، وفكر في معالي الأمور وأشرافها، واشغل نفسك بها، وسلها الله تعالى، فهي أولى أن تعتني به، وتشغل نفسك به من هذا الأمر.
والله أعلم.