السؤال
أنا شاب عندي 21 سنة، مشكلتي التي حولت حياتي لعذاب ويأس هي في الشهوة، فأنا مدمن للعادة السرية، والأفلام الإباحية، لكن كلما أذنبت يوفقني الله للتوبة والإنابة -الحمد لله- لكني تعبت من مجاهدة نفسي، فأنا تقريبا معظم وقتي وأنا مستقيظ عندي الرغبة في فعل المعصية، وأجاهد نفسي حتى أضعف، وأفعل المعصية. تعبت من نفسي حتى أني الآن عندما أرى أي اثنين متزوجين يدخل في نفسي حسد لهما؛ رغم أني -ولله الحمد- ليست فيّ هذه الصفة، لا أحسد الناس على أي شيء، فلا أعلم هل هي وسوسة شيطان؟ أم أني أحسدهما فعلا؟ لا أعلم.
وتأتيني الرغبة في المعصية حتى وأنا في الصلاة، أو عندما أقرأ القرآن، مع أنه من المفترض أن تشغلني هذه الأمور عن المعصية، لكن أجد الرغبة أيضا فيها.
فساعدوني أرجوكم. بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهديك، ويصرف عنك ما تجد من السوء، ثم اعلم أن العلاج الأمثل لما تجده هو الزواج إن قدرت عليه، فإن لم تستطع الزواج، فأكثر من الصوم، ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
ثم اعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فأكثر من الدعاء والابتهال، والتضرع إلى الله بصدق وإخلاص أن يصرف عنك ما تجد، وهو سبحانه قادر على أن يزيل عنك تلك الأفكار. وعليك بحراسة خواطرك ومدافعة أفكار السوء، فكلما عرضت لك تلك الأفكار فأبدلها بغيرها من الفكرة في مصالح دينك ودنياك، والفكرة في أسماء الرب وصفاته، والفكرة في الموت وما بعده، ونحو ذلك من الأفكار النافعة الطاردة لخواطر السوء، واعلم أن حراسة الخواطر هي أول طريق مجاهدة تلك الشهوات المذمومة، وانظر الفتوى رقم: 150491.
واصحب أهل الخير ومن يعينونك على طاعة الله جل وعلا، وإياك وأصحاب السوء، والزم المساجد، واحضر دروس العلم، وحلق الذكر، ففي ذلك نفع كبير، وخير كثير، وصد عن كثير من المنكرات. وابتعد عن كل ما من شأنه أن يوقعك في المحظور من النظر المحرم والاستماع المحرم، وأقلل من الخلوة بنفسك ما أمكن، فكل هذه وسائل تعينك مع المجاهدة الصادقة على التوبة من هذه الأمور.
وأما الحسد، فإذا رأيت من تخشى أن تحسده، فبرك على نعمته، وقل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله؛ لئلا تصيبه بمكروه من حيث لا تشعر.
والله أعلم.