السؤال
لدي سؤال يراودني، ولم أجد جوابه بشكل كاف. والسؤال هو -بارك الله فيكم- أنا سمعت أحاديث عن فضل آية الكرسي بعد كل صلاة، وفضل من قال في اليوم 100 مرة سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وفضل من قال باليوم 100 مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شي قدير، وفضل الاستغفار أيضا 100مرة، فقد أتتني فكرة، وقلت في نفسي: لماذا لا أقسم المائة إلى عشرين بعد كل صلاة، وأقول عشرين مرة من الذكر الأول ...إلخ كل ذكر عشرين مرة، حتى آتي في صلاة العشاء، وأكون ممن كسب هذا الثواب العظيم، واستمررت على هذا الفعل أشهرا، حتى سمعت قصة الصحابي أبي موسى الأشعري مع أهل البدع، وخفت أن أكون منهم، واستغفرت ربي من هذا الفعل، وأنا لا أعلم هل هو بدعة أم لا؟
فأريد منكم -بارك الله فيكم- العلم والمشورة في ما أفعله. هل هو بدعة أم لا؟ مع العلم أن نيتي هي أن أقول هذه الأذكار كلها، ولكن أراها صعبة مرة واحدة؛ لذلك أقسمها، ولكن ليس المقصود مني أنها أذكار الصلاة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن اليوم يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والليل يبدأ بغروب الشمس، وينتهي بطلوع الفجر، فالذكر الذي ورد فيه -مثلا- أنك تقول كذا في يوم ويحصل لك أجر كذا، فإنه لا يحصل لك الأجر الموعود إذا أخرجت شيئا من هذا الذكر عن اليوم فقلته بالليل، فحديث أبي هريرة المتفق عليه ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْه. فالمطلوب الإتيان بهذا الذكر في أثناء اليوم وهو ما قبل غروب الشمس، وسواء قلتها مجتمعة أو متفرقة، فلو فرقتها على الأوقات بحيث تأتي بجملة من الذكر بعد كل صلاة نهارية، أو على غير ذلك من الأوجه بما يتأتى به الفراغ من جميع الذكر قبل انقضاء اليوم حصل لك الأجر المطلوب.
قال القاري في شرح هذا الحديث: في يوم مائة مرة أي مجتمعة أو متفرقة. انتهى.
وعلى ذلك يقاس ما في هذا المعنى، وأما آية الكرسي فإنها تقرأ دبر الصلاة، وما ورد الإتيان به دبر الصلاة، فإنه لا يؤخر عنها لئلا يفوت أجره، وليس تفريق الذكر -إذا كان ذلك أرفق بك- من البدع.
والله أعلم.