السؤال
أحب زميلتي في العمل، وتقدمت لخطبتها، لكن أهلها تأخروا في الرد، وكان رد أهلي بالانسحاب؛ لأن أهلها لم يوافقوا، علمًا أنهم لم يقولوا نعم أو لا.
بعدها بفترة قال لي أهلي: يجب أن تختار أخرى، واضطررت لاختيار زميلة أخرى، لكن قلبي ليس معها، وأهلها أبدوا موافقة، فهل يحق لي ترك البنت الثانية، والعودة للأولى؛ لأن قلبي معلّق بها؟ علما أن البنتين صاحبتا خُلُق ودِين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزواج من أنجع طرق علاج الحب؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
لكن ما دامت البنت التي تعلق قلبك بها، لم تجبك إلى الزواج، فلا تشغل قلبك بها، واقطع كل علاقة بها؛ مخافة الفتنة، ولعل الله صرفك إلى خير، فالمرء قد يحرص على ما لا خير له فيه، ويحبه، وقد يكره ما فيه خيره، فالعبرة بالمآلات، والعواقب، ولا يعلمها إلا الله، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقال: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
والفتاة الثانية التي خطبتها ورضيت، ينبغي أن تحرص عليها، إن كانت ذات دِين وخُلُق، فاستخر الله تعالى في إتمام أمر الزواج بها، إن كنت لم تستخره، وإن كان لك فيه خير، فسييسره الله تعالى، فإن تم، فارض بذلك، واسعد به: وإن صرفك الله عنه، ولم يتم، فقد صرفك إلى ما هو خير لك.
والله أعلم.