السؤال
السلام عليكم
هل صحيح أنه كلما أخرنا صلاة العشاء كان أفضل، أي أن النبي كان يصليها متأخرا ثم ينام؟ وإذا كان نعم فلماذا إذن يصليها الناس في المساجد بعد الأذان بقليل كباقي الصلوات؟ وشكراً.
السلام عليكم
هل صحيح أنه كلما أخرنا صلاة العشاء كان أفضل، أي أن النبي كان يصليها متأخرا ثم ينام؟ وإذا كان نعم فلماذا إذن يصليها الناس في المساجد بعد الأذان بقليل كباقي الصلوات؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وردت عدة أحاديث تدل على استحباب تأخير صلاة العشاء، منها ما رواه أحمد ومسلم والنسائي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء الآخرة. وروى أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بالعتمة "أي أخر صلاة العشاء إلى وقت العتمة وهو ثلث الليل الأول"، فنادى عمر نام النساء والصبيان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما ينتظرها غيركم، ولم تصل يومئذٍ إلا بالمدينة، ثم قال: صلوها فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل. رواه النسائي. فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن تأخير صلاة العشاء كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لولا المشقة لأمر به أمته. ولكن ينبغي أن يُعْلَمَ أنه إذا ترتبت على التأخير مشقة على المصلين، أو ترتب عليه ترك صلاة الجماعة فإنه لا يشرع التأخير حينئذ بل يكره، وصلاتها في أول وقتها مع الجماعة أفضل. قال ابن قدامة في المغني: وإنما يستحب تأخيرها للمنفرد ولجماعة راضين بالتأخير، فأما مع المشقة على المأمومين أو بعضهم فلا يستحب بل يكره. انتهى. وقال ابن تيمية في شرح العمدة: وما في التأخير من الفضيلة إنما يقصد لو لم يَفُتْ ما هو أفضل منه. انتهى. وينبغي أن يعلم كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤخرها دائماً، بل كان أحياناً يصليها في أول وقتها مراعاة للمأمومين، كما قال أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه: والعشاء أحياناً وأحياناً إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطأوا أخرها. رواه البخاري. وبهذا يعلم السائل جواب قوله: فلماذا إذن يصليها الناس في المساجد بعد الأذان بقليل كباقي الصلوات. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني