السؤال
شكرا لكم.
أود أن أسألكم: أنا وأمي نريد أن نختم في هذا الشهر العظيم القرآن، لكن أمي لا تعرف الدراسة ولا الكتابة؛ لأنها لم تدرس في صغرها، لذلك لا تستطيع القراءة. فعند قراءة القرآن أقرأ كلمة أو كلمتين، وهي تردد ورائي، ولكن أحيانا تجد صعوبة في النطق؛ لذا أظل أكرر حتى تتقن.
فهل هذا الشيء جائز، أي أن أقطع في قراءة القرآن؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيستحب الإكثار من تلاوة القرآن، ومما يدل على ذلك أن القارئ له بكل حرف عشر حسنات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني.
ويتأكد ذلك في شهر رمضان المبارك؛ لما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
فما تقومين به من إعانة والدتك على قراءة كتاب الله تعالى في هذا الشهر المبارك، ليس جائزا فحسب, بل هوعبادة عظيمة تثابين عليها، فضلا عن كونه من البر والإحسان بأمك، نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير, وأن يعينك عليه, فجاهدي نفسك على هذا الأمر, واحتسبي الأجر عند الله تعالى.
وما تجده والدتك من مشقة, وتعب, فإنه مما يزيد ثواب قراءتها, فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة أنه قال: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران. رواه مسلم.
قال النووي في شرح مسلم: وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته؛ لضعف حفظه، فله أجران: أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته. قال القاضي وغيره من العلماء: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا؛ لأنه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره. وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه، وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه والله أعلم. انتهى.
ولا حرج عليك في تقطيع التلاوة هنا؛ لأن ذلك لغرض شرعي, وهو تعليم والدتك, وإعانتها على القراءة, فتلاوة القرآن يجوز قطعها لعذر شرعي. كما تقدّم في الفتوى رقم: 347131.
والله أعلم.