السؤال
أنا فتاة تخطيت الثلاثين من العمر، ملتزمة بالصلاة، والصوم، ولكنني –للأسف- ارتكبت معصية كبيرة، ولكنني ما زلت فتاة، بعد مقاومة لفترات طويلة من أشخاص عدة، وكل مرة أندم، وأعد الله ألا أعود، وللأسف أعود مرة أخرى، فماذا أفعل كي أتوب توبة نصوحًا، يتقبلها الله مني؟ مع العلم أني بعد هذا الذنب، التزمت بصلاة السنن، وهل ما وصلت إليه من معصية هو غضب من الله عليّ؟ وماذا أفعل كي لا يغضب الله عليّ؟ مع العلم أنني غير سعيدة بما وصلت إليه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -هداك الله- أن كل بني آدم خطاء، وأن خير الخطائين التوابون، وأن العبد قد يذنب، ثم يعاود الاستقامة، فيكون بعد الذنب خيرًا مما كان قبله، فيورثه هذا الذنب ذلًّا وانكسارًا، ويزيده قربًا من مولاه تبارك وتعالى.
وليس عيبًا أن يعثر الشخص في بعض طريقه، أو أن يقع في حفرة في أثناء سيره، إنما العيب كل العيب أن يستوطن تلك الحفرة، ويتخذها دارًا، لكن من نهض، ونظف ثيابه، وعاود السير، فقد يسبق بهمته وعزيمته من لم يسقط أصلًا، فأحسني ظنك بالله تعالى، وأقبلي عليه، وتوبي إليه توبة نصوحًا، مستجمعة شروطها وأركانها: من الندم على الذنب، والإقلاع الفوري عنه، والعزم على عدم مواقعته.
وكلما أذنبت فتوبي، فإن الله لا يزال يتوب على العبد ما تاب العبد إليه.
ويعينك على تلك التوبة النصوح أن تتفكري في أسماء الرب تعالى وصفاته، وتحذري شدة غضبه، وأليم عقابه، وأن تتفكري كذلك في اليوم الآخر، وما اشتمل عليه من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، وأن تبتعدي عن مظان الفتن، وموارد إثارة الشهوة، وأن تصحبي أهل الخير والصلاح، وتبتعدي عن صحبة الأشرار، وأن تلزمي الدعاء، والتوكل على الله تعالى، والاستعانة به، فإنه لا يعينك على الاستقامة على ما يحب غيره سبحانه -وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه-.
والله أعلم.