السؤال
عندي مشكلة كبيرة، وهي أني عندما أخرج، أو أكون مع الناس، أكون شخصا خلوقا جدا، لا أشتم على سبيل المزاح أحدا، رغم أنه أصبح أمرا شائعا عندنا. وأغض من بصري، ومن المستحيل أن أنظر إلى أي امرأة في الشارع، حتى إني مصاب بضعف النظر، فأستغل هذا وأخرج بدون النظارة، حتى إذا أردت أن أنظر لا أرى ملامحها. لكن مشكلتي هي عندما أختلي بنفسي، إذا وسوس لي شيطاني فقط أن أذهب للمواقع الإباحية، أذهب وأنسى كل شيء، أنسى أني تبت، وعاهدت الله كثيرا على عدم الرجوع، أنسى نظر الله لي، وتتملكني المعصية. وفي بعض الأوقات لا أشعر بنفسي إلا عندما أستمني. وفي أوقات أخرى أتذكر وأنا في منتصف المعصية، ولكن أقول: سأفعلها هذه المرة وأتوب، وكل مرة يتكرر نفس الشيء.
فما الحل؟ أشعر بنفاق شديد، لا أريد أن أكون وليا لله في العلن، وعدوه في السر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -هداك الله- أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون؛ كما في الحديث.
فعليك أن تجاهد نفسك، وتحرص على التخلص من هذه الذنوب، وعلى التوبة العاجلة منها؛ فإن خير الخطائين التوابون. وشعورك هذا بالتقصير وخوفك المصاحب لك، مما تحمد عليه، ولكن عليك أن تجعله خوفا مثمرا يؤتي أكله توبة نصوحا، وعملا صالحا.
فاطو صفحة الماضي تلك، وتب إلى الله تعالى توبة عاجلة غير آجلة، واستحضر ما للمعاصي من الأضرار، وما تشتمل عليه من الآفات والشرور؛ فإن هذا من أعظم ما يباعد بينك وبينها، وراجع لهذا الغرض كتاب: الداء والدواء للإمام ابن القيم رحمه الله، واصحب الصالحين؛ ففي صحبتهم خير وبركة ونفع عظيم، وأقلَّ من الجلوس بمفردك حيث تواقع تلك المحاذير، وأكثر من الذكر والدعاء، وتلاوة القرآن بالفكر والتدبر، وتفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، وفي الموت وما بعده من الأهوال.
فكل هذا يعينك -إن شاء الله- على التوبة النصوح، ثم إن زللت وعدت للمعصية، فلا تقنط ولا تيأس، بل عد فتب مهما تكرر ذلك منك، حتى يمن الله عليك بتوبة لا تقارف بعدها الذنب، رزقنا الله وإياك التوبة النصوح.
والله أعلم.