السؤال
أنا فتاة عمري 20 سنة، مخطوبة منذ 3 أشهر، وخطيبي حنون، ولا يظلمني، ولا يهون عليه حزني، ويمر منذ خطبتنا بضيق، وقد تغير مع الجميع، وأصبح ينفر مني، وطلب ألا يزورني كثيرًا، وصرنا لا نخرج، ولا يفاجئني بأشياء أحبها، ولا يهتم بي، لكنه يحبني ويبكي من ضيقته، وطلب مني التفكير إن كنت أستطيع الإكمال معه على حالته تلك أم لا؟ وأنا مشوشة، وحينما أرقي خطيبي يشعر بصداع، لا يستطيع النوم بسببه، ويشرب ماء مرقيًّا، والتزمت قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام، ولا أفتر عن الدعاء أبدًا، لكن الأمور تنحدر للأسوأ، فانصحوني بوركتم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما حصل لخاطبك ربما يكون مؤشرًا لإصابته بشي من العين، أو المس، أو السحر، ونحو ذلك، والرقية الشرعية هي خير علاج لهذه الأعراض.
وعليه أيضًا أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأن يكثر من الدعاء، وتراجع الفتوى رقم: 7970، ورقم: 4310.
ويجوز لك رقيته، إذا راعيت الضوابط الشرعية من الستر عنده، وعدم الخلوة، ونحو ذلك؛ لكونك أجنبية عنه.
والواجب أن يكون تعاملك معه على هذا الأساس، فما ذكرت من زيارته لك كثيرًا، وخروجك معه، أمور منكرة، وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 329266.
وهذا إن كان المقصود الخطبة حقيقة، وليس العقد.
أما المعقود عليها، فهي في حكم الزوجة من جهة جواز الخلوة بها، وما أشبه ذلك.
ولا يبعد أن يكون ما يشعر به نتيجة لبعض الأمور العادية، كالضغوط النفسية بسبب شيء من المشاكل، ونحو ذلك، ففي هذه الحالة عليه أن يجتهد في تخفيف الضغوط عن نفسه، وأن يكثر من ذكر ربه، فقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وينبغي كذلك أن يشغل نفسه بما ينفعه، ويحرص على صحبة الصالحين، وحضور مجالس الخير.
وبالنسبة لفسخ الخطبة: فإن شفاه الله وعوفي، فقد زال الإشكال.
وإن بقي حاله على ما هو عليه، فقد يكون الأولى فسخ الخطبة؛ لأن هذا أهون من أن يتم الزواج، ويحدث بعدها ما قد يكون سببًا للمشاكل، ووقوع الطلاق.
هذا مع العلم أن الخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين، يحق لأي منهما فسخها متى شاء، وانظري الفتوى رقم: 18857.
والله أعلم.