السؤال
أختي ولدت عندها الصفراء، ولم تكن الحضانات متوفرة في ذلك الوقت. وبسبب التشخيص الخطأ، لم تعالج، وتسبب ذلك في التأثير على الحركة، ونسبة كبيرة من الكلام لا يفهمها إلا نحن. وبالرغم من ذلك لديها ذكاء حاد، وحضور كبير بيننا وبين الناس، ولكن بعقل أصغر من سنها. تتمتع بالذكاء والحضور، والفراسة. ونحن بحبها بدرجة كبيرة للغاية، ونأخذ رأيها في كل شيء، وتشاركنا في كل الأمور، وتقوم بإعطائنا الرأي الصحيح. وقد تعرضت خلال حياتها لكثير من الأزمات من إصابتها بقرحة المعدة، وذهابها للمستشفى أكثر من مرة، وتعرضها لحالات عصبية شديدة تستمر معها لفترات طويلة. وقد استمرت هذه المعاناة لمدة 28 سنة، ومنذ ستة أيام وافتها المنية بين يدي والدي، الذي يقوم بخدمتها هو وأمي. وبالرغم من زيادة حالتها العصبية في الفترة الأخيرة بدرجة كبيرة، إلا أنها قبل وفاتها بساعة هدأت تماما، وتناول وجبة العشاء، وشربت مياها، ثم شكرت أبي، وأغمضت عينها، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، مع العلم أنها لم تمت بسب أي من الأمراض التي كانت تعاني منها، وجميع أجهزة جسدها سليمة، ولم يوجد بها أي من قروح الفراش.
وأسئلتي إلى سيادتكم:
1-قبل وفاتها بأسبوع، قمت بالذهاب بها إلى طبيب مخ وأعصاب جديد، وأنا متخوف من أن أكون أنا السبب في موتها من أدويته الجديدة، وأشعر بندم شديد.
2-أنا شخص شديد العصبية والتوتر، وعند الغضب لا أتحكم في أفعالي. وكنت في كثير من الأحيان عندما أكون متوترا وكثير التفكير، أقوم بانتهارها بسبب صوت صراخها؛ لاعتقادي بأنها تصرخ حتى يأتي أحد لحملها، ثم أهدأ بعد لحظات، وأقوم بتقبيل رأسها ويدها حتى تسامحني، وترفض لفترة، ثم تقوم بمسامحتي. ولكن في آخر أيامها -برحمة من ربي- لم أكن أتوتر إطلاقا، بل كنت أحملها، وأحاول تهدئتها وقد لاحظ. أبي وأمي هذا الأمر، مع العلم أني أحبها أكثر من نفسي -والله يعلم ذلك- وأنا على يقين أنها تحبني لأني أخوها الأكبر. أشعر بالندم الشديد والبكاء الدائم، ولا أستطيع أن أغفر لنفسي ما فعلت. فماذا أفعل؟ وكيف أعرف إذا كانت قد سامحتني.
3-الناس يخبروننا بأنها لا تحتاج إلى الدعاء بالرحمة، وقراءة القرآن لها؛ لأنها سوف تدخل الجنة لأنها ملاك من الجنة، وحورية لم تفعل شيئا سيئا في حياتها، وأنها سوف تكون لوالديها وإخوتها شفيعة يوم القيامة. فما صحة هذا الأمر؟
4-هل من الممكن أن تأتينا في الأحلام؟
وهل سوف نراها ونتعرف عليها في الآخرة أم لا؟
5-أسمع دائما صوتها، وأتخيلها أمامي وأتذكرها، ولا أستطيع التوقف عن البكاء عليها، ولا أستطيع التعامل مع الناس أو في عملي من كثرة حزني عليها، بالرغم من إيماني بقضاء الله. فماذا أفعل؟
آسف على الإطالة، وأرجو الرد على جميع أسئلتي.
وشكرا لحضراتكم.