السؤال
ما معنى: القرآن كلام الله، وصفة من صفاته. اجمعوا الجملة الأولى والثانية لكي تفهموا معنى سؤالي إذا كان مشكلا عندي في توضيحها لكم. أي ما معنى أن القران كلام الله، وهو أي القرآن صفة من صفاته؟
ما معنى: القرآن كلام الله، وصفة من صفاته. اجمعوا الجملة الأولى والثانية لكي تفهموا معنى سؤالي إذا كان مشكلا عندي في توضيحها لكم. أي ما معنى أن القران كلام الله، وهو أي القرآن صفة من صفاته؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الكلام صفة للمتكلم، والقول صفة للقائل، فإذا كان القرآن كلام الله وقوله، فهو صفة من صفاته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصواب في مثل هذا أن يقال: الكلام صفة المتكلم، والقول صفة القائل، وكلام الله ليس بائنا منه؛ بل أسمعه لجبريل، ونزل به على محمد -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق. ولا يجوز أن يقال: إن كلام الله فارق ذاته، وانتقل إلى غيره. بل يقال كما قال السلف: إنه كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. فقولهم: "منه بدأ" رد على من قال: إنه مخلوق في بعض الأجسام، ومن ذلك المخلوق ابتدأ. فبينوا أن الله هو المتكلم به "منه بدأ" لا من بعض المخلوقات. "وإليه يعود" أي فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف حرف. وأما القرآن فهو كلام الله. اهـ.
وقال في موضع آخر: أما قول القائل : تقولون : إن القرآن صفة الله، وإن صفات الله غير مخلوقة. فإن قلتم : إن هذا نفس كلام الله فقد قلتم بالحلول، وأنتم تكفرون الحلولية والاتحادية، وإن قلتم غير ذلك قلتم بمقالتنا ... ومنشأ ضلال الجميع من عدم الفرق في المشار إليه في هذا ... فإذا ميز الإنسان في المشار إليه بهذا وهذا تبين المتفق والمفترق، وعلم أن من قال : هذا القرآن كلام الله وكلام الله غير مخلوق، أن المشار إليه الكلام من حيث هو، مع قطع النظر عما به وصل إلينا من حركات العباد وأصواتهم، ومن قال : هذا مخلوق وأشار به إلى مجرد صوت العبد وحركته، لم يكن له في هذا حجة على أن القرآن نفسه حروفه ومعانيه الذي تعلم هذا القارئ من غيره وبلغه بحركته وصوته مخلوق، من اعتقد ذلك فقد أخطأ وضل . ويقال لهذا : هذا الكلام الذي أشرت إليه كان موجوداً قبل أن يخلق هذا القارئ، فهب أن القارئ لم تخلق نفسه ولا وجدت لا أفعاله ولا أصواته، فمن أين يلزم أن يكون الكلام نفسه الذي كان موجوداً قبله يعدم بعدمه ويحدث بحدوثه ؟ فإشارته بالخلق إن كانت إلى ما يختص به هذا القارئ من أفعاله وأصواته، فالقرآن غني عن هذا القارئ وموجود قبله، فلا يلزم من عدم هذا عدمه، وإن كانت إلى الكلام الذي يتعلمه الناس بعضهم من بعض فهذا هو الكلام المنزل من الله الذي جاء به جبريل إلى محمد، وبلغه محمد لأمته، وهو كلام الله الذي تكلم به فذاك يمتنع أن يكون مخلوقاً. اهـ.
وقال ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية: القرآن كلام الله، والكلام ليس عيناً قائمة بنفسها حتى يكون بائناً من الله، ولو كان عيناً قائمة بنفسها بائنة من الله؛ لقلنا: إنه مخلوق, لكن الكلام صفة للمتكلم به، فإذا كان صفة للمتكلم به، وكان من الله؛ كان غير مخلوق؛ لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 245443.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني