السؤال
ما أثر القرآن الكريم في أقوال وأفعال المسلم وفوز من اتبع أحكامه، وما ورد فيه من أوامر وأفعال نواه؟
ما أثر القرآن الكريم في أقوال وأفعال المسلم وفوز من اتبع أحكامه، وما ورد فيه من أوامر وأفعال نواه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن المسلم إذا كان متبعاً لكتاب الله عز وجل كان لذلك أعظم الأثر في أقواله وأفعاله ومآله في الآخرة. وذلك أن الله سبحانه وتعالى وصف هذا القرآن بأنه يهدي للتي هي أقوم، كما قال الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]. أي أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع الأمور، فلا يقول إلا الأحسن من الأقوال ويترك ما حرم الله عز وجل من الغيبة والنميمة والفحش في القول والكذب وغير ذلك من الحصاد الخبيث للألسن. ولا يعمل إلا الأحسن من الأعمال ويترك ما حرم الله عز وجل، من الأعمال السيئة والمكروهة، ولا يعتقد بقلبه إلا الحق ويبغض ويكفر بالباطل من العقائد المنحرفة. وهكذا يصير كاملاً في أقواله وأفعاله وعقائده، فلا يقول إلا الحق، ولا يعمل إلا الحق ولا يعتقد إلا الحق. وهذا الأثر في الدنيا تترتب عليه آثار أخرى في الدنيا الآخرة، قال الله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:38]. وقال تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طـه:123]. فرتب سبحانه وتعالى على اتباع هداه أربعة أمور: نفي الخوف والحزن، والفرق بينهما أن المكروه إذا كان قد مضى أحدث الحزن، وإذا كان منتظراً أحدث الخوف. وإذا نفيا عن المتبع للهدى حصل له ضدهما وهو الأمن والسعادة، فالهدى لقول الله تعالى "فلا يضل"، وكذلك الراحة والسعادة لقوله "ولا يشقى"، ونفي الخوف والحزن والضلال وإثبات السعادة والأمن، هذا كله في الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني