السؤال
ما مدى الخلاص من الذنب بالاستغفار؟ فقد أذنبت ذنبًا، ولا أعلم أهو ذنب أم لا؛ لأني لا أفهم نفسي، فأنا مسلوب الإرادة -دفع الله عنا وعنكم جميعًا كل أذى-، وأنا طالب علم، وخيّل إليّ أنه لا تصحّ المذاكرة، ولا عمل شيء، وإنما على العبد أن يستغفر، ويدعو، ونحو ذلك من الأعمال، فهل أستغفر بحضور قلبي مرة، أم لوقت معين، ثم أبدأ أعمالي، أم أستغفر إلى متى؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما فعلته بغير اختيار منك، بل كنت مكرهًا عليه بسبب الوساوس، أو نحوها، فإنك لا تأثم به أصلًا.
وما وقع في نفسك من الأفكار، والتخيلات، ونحوها، ليس ذنبًا يوجب التوبة؛ فإن الله تعالى بواسع رحمته، تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم.
ثم إذا وقع منك ذنب، وجبت عليك التوبة، وهي أن تقلع عن الذنب، وتعزم على عدم معاودته، وتندم على فعله.
فإذا استوفت توبتك هذه الشروط، فهي توبة صحيحة مقبولة.
ولا يلزم شغل وقتك بالاستغفار، وملؤه به، وإن كان الاستغفار فعلًا حسنًا، والإكثار منه مندوب إليه؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، لكن عليك أن تحقق الموازنة بين الذكر، والاستغفار، وبين أعمالك اليومية، ومذاكرتك، ونحو ذلك، بحيث لا تتأثر مصالح دنياك باشتغالك بالاستغفار، ونحوه من ذكر الله تعالى.
وليس شيء من ذلك واجبًا، وإنما الواجب التوبة بشروطها -كما ذكرنا-.
والله أعلم.