السؤال
أنا فتاة أعيش في شقة مع بنات، وقد كنت ملتزمة من كل النواحي، وأستشعر الإيمان، ولكني تغيرت كثيرا بسبب الصحبة والجلوس مع البنات في الشقة، يسمعون الأغاني ويستنكرون الصحيح، ويتكلمون مع الشباب، صحيح أنهن يصلين، ولكن بقية اليوم غفلة، كنت في البداية أستنكر أفعالهن، ولكن مع الوقت بدأت أتقبلها، وبعدت عن الله كثيرا، لا خشوع، ولا ذكر، وغفلة عدا الصلاة، وكلما حاولت الرجوع إلى الله، لا أستطيع الاستمرار، وقد حاولت كثيرا، ماذا عليَّ أن أفعل؟ علما بأني فكرت في استئجار شقة لوحدي، ولكنها غالية علي قليلا، سأستطيع أن أدفعها، ولكن بالضغط على نفسي. وبقية الداخليات فيها أسوء مما ذكرت.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الصديق يتأثر بصديقه سلبا أو إيجابا، ولذلك حث الشرع على حسن اختيار الصحبة، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة.
وقد ترجم عليه النووي في صحيح مسلم: (باب: استحباب مجالسة الصالحين).
وسكناك مع هؤلاء الفتيات - والحال ما ذكرت - أمر خطير، وقد استشعرت ذلك، والدين أغلى ما عند المسلم، فإن ضيع دينه كان ذلك خسرانا مبينا، وقد أحسن من قال:
فالدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
والحمد لله أنه يمكنك أن تجدي بديلا عن السكنى معهن، كما يفهم من كلامك، وهو السكن وحدك مع مواصلة الدراسة، ولو مع ضيق في العيش، وضغط على النفس.
ومما نشير به عليك هنا أن تبحثي عن بعض الفتيات الصالحات ممن يرغبن في السكنى بعيدا عن المكان الذي يعصى فيه الله عز وجل، فقد تجدين هذا النوع من الفتيات، فيكون بينكن التعاون على الخير، ورب العزة والجلال يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2}، ولا تنسي أن تكثري من الدعاء لييسر لك الأمر، ويسخر لك الخلق.
والله أعلم.