السؤال
أنا شاب عمري 32 سنة، متزوج من فتاة عمرها 26 سنة، ولدينا مشكلة في تأخر الإنجاب، وعملنا حقنًا مجهريًّا، وتم الحمل والولادة، وأراد الله أن يسترد أمانته بعد الولادة بشهر، ثم جاء مرض والدي، ثم توفاه الله بعد موت ابني بأسبوع، ونحن الآن بصدد تكرار تجربة الحقن المجهري مرة أخرى، وتوجد الآن مشاكل عدة بيننا، وعدم فهم كل طرف للآخر، وازدادت هذه المشاكل بعد موت ابننا، وبدأت أستشعر أنها تهملني كثيرًا من عدة جوانب، وأصبح إعادة الحمل هو محور حياتها، إلى أن وصل بي الحال أني لم أعد متأكدًا من مستقبلي معها.
أنا أحب زوجتي جدًّا، ولكن في ظل هذه الظروف أصبح كل شيء مختلفًا، فماذا أفعل؟ وهل أوقف عملية الحمل مجددًا؟ وهل هذا يجوز أصلًا؟ لأني أخشى أن يتم الحمل -بإذن الله-، ونحن منفصلان، أو على أقل تقدير توجد بيننا هذه المشاكل.
أرجو إفادتي في هذا الأمر، وعذرًا عن الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أنه قلّما تخلو الحياة الزوجية من مشاكل، ولكن ينبغي للزوجين أن يتحريا الحكمة، وأن يحرصا على الحوار، والتفاهم، في إطار الاحترام المتبادل بينهما؛ ليتحقق الاستقرار، والسكن النفسي، وهو من أهم مقاصد الشرع من الزواج، كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
وقد ذكرت أنك تحب زوجتك، ويمكن أن تكون هي كذلك، ووجد الشيطان مدخلًا استغله؛ لإذكاء نار الفتنة بينكما، وخاصة مع التأثر النفسي الحاصل لزوجتك بسبب الحاجة للإنجاب.
فوصيتنا لكما: التروّي، والتماس أسباب المشاكل، والحلّ المناسب لها، فقد يزول الإشكال من أصله.
ولا تنسَ أن تكثر من الدعاء؛ فإنه سلاح المؤمن الذي يحقق به ما يبتغي.
والإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي، جائز، بضوابط سبق ذكرها في الفتوى: 5995.
ولا يظهر لنا أن في الامتناع عن الإنجاب عن طريقه حرج، ولو لم يكن هنالك سبب، وأولى، إن دعا إليه سبب، وراجع الفتوى: 157187.
والله أعلم.