السؤال
أنا أعمل في مؤسسة حكومية، وأحيانًا أقوم بعمل خطابات اعتماد لمدراء المشاريع الاستشاريين، وأكتب اسم المهندس على الخطاب،
وفي أحد المرات عملت خطابا لمهندس اسم جده عبد الله، لكنها مكتوبة في شهاداته الرسمية هكذا ( عبد اللاه ) فكتبت الاسم كما هو مع وجود حرج في نفسي من ذلك؛ لأن هذا الخطأ يغير المعنى، ولا يليق أن يوصف الله بهذا، وكان عليَّ أن أكتفي باسمه الأول والثاني فقط.
السؤال: هل أنا آثم بهذا أم كتابتي للاسم من باب الحكاية مثل نقل أسماء الكفر كاسم عبد شمس؟ وهل أكون بهذا قد وقعت في الكفر عياذا بالله؟
وهل أطلب من هذا المهندس أن لا يكتب هذا الاسم في مراسلاته الرسمية معنا؟
مع العلم أني أعاني من وسواس الخوف من الكفر والخروج من الإسلام، ودائمًا أجدد إيماني. فهل أعرض عن هذا كله؟
وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في السبب الذي من أجله حذفت الألف الأخيرة من لفظ الجلالة، قال أبو حيان في (البحر المحيط): حذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو. وقيل: طرحت تخفيفا. وقيل: هي لغة فاستعملت في الخط. اهـ.
وهذا القول الثاني هو المذكور في كتب رسم القرآن، والتخفيف بسبب كثرة تكررها في الكتابة، وراجع في ذلك الفتوى: 359677.
وقريبا من القول الأول ما ذكره الصفاقسي في (تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين) حيث علل ذلك بقوله: محذوفة في الخط ؛ تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف. اهـ.
وذكر الرازي في مفاتيح الغيب قولا رابعا في هذه المسألة، فقال: إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : «الله» في الخط ؛ لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة، وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة. اهـ.
والمقصود أن علة الحذف ليست محل اتفاق، وليست هي من باب التنزيه عند البعض، فالأمر أوسع مما يظنه السائل، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 232342.
وليس لذلك في حق السائل مدخل للكفر أصلا، ولاسيما وكتابة الأسماء بنفس حروفها أمر لابد منه في الأوراق الرسمية. والذي ننصح به السائل ألا يشدد على نفسه باتباع أثر الوسوسة؛ فإن دين الله يسر لا حرج فيه، ولن يُشادَّه أحدٌ إلا غلبه، وقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحنيفية السمحة.
والله أعلم.