السؤال
لا يقل ابن آدم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما.
ما معنى: أرسل الليل والنهار.
لا يقل ابن آدم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما.
ما معنى: أرسل الليل والنهار.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث بهذا اللفظ ثابت في صحيفة همام المشهورة، عن أبي هريرة. أخرجه أحمد في مسنده، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في الأسماء والصفات. وكذلك رواه يحيى بن النضر الأنصاري، عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في الأدب المفرد. وصححه الشيخ الألباني، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعبارة: "أرسل الليل والنهار" لم نقف على من تعرض لمعناها من الشراح! ويمكن فهم معناها من مقابلتها بقوله: "فإذا شئت قبضتهما" فإن هذا يكون "عند قيام القيامة وخراب هذه الدار"، كما قال الأمير الصنعاني في (التنوير شرح الجامع الصغير). وعلى ذلك يكون معنى إرسال الليل والنهار: إبقاءهما على حالهما في الوجود، وتقليبهما وتكوير أحدهما على الآخر، وبذلك تكون هذه الرواية بمعنى رواية الصحيحين من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، بلفظ: "أقلب الليل والنهار". وهذا يوافق لفظ القرآن في قوله تعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [النور: 44] قال الطبري في تفسيره: يعقب اللهُ بين الليل والنهار ويصرفهما، إذا أذهب هذا جاء هذا، وإذا أذهب هذا جاء هذا. اهـ.
ولم يذكر غير هذا القول عند تفسير الآية. وكذلك لم يسند ابن أبي حاتم في تفسيره عند هذه الآية إلا قول السدي: يأتي بالليل ويذهب بالنهار، ويأتي بالنهار ويذهب بالليل. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني