السؤال
عندي مشكلة، وعجزت عن حلها، وهي ذنوبي. أول شيء: أحيانا إذا أذنبت لا أشعر بتأنيب الضمير. أشعر أنها فترة مؤقتة وتمر، وسأتوب. ولكن بعد الذنب أشعر بالعجز، كثيرا ما تبت ورجعت، وأنا عارفة بالذنب، ومتذكرة أنه غلط.
مشكلتي الكبرى هي: إذا حدثت لي مشكلة، ودعوت ربي، يعطيني الحمد لله، لا أسأل بعدها، أعوذ بالله، أذنب. لكن إذا حرمني من شيء، أبتعد تماما عن المعاصي وأخافه.
لا أعلم إذا كانت مشكلتي واضحة أم لا؟ ولكني أخاف أن يحرمني؛ لأنني بعد الذنوب أشعر بعقاب من الله، وأشعر أن لا توبة لي، أو توبتي غير صحيحة.
أعتذر عن الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل بني آدم خطاء، وعدم الندم على فعل الذنب هو من الإصرار الذي عاقبته وخيمة ولا شك، فإن الإصرار على صغائر الذنوب يصيرها كبائر.
فعليك أن تتداركي ذنوبك بتوبة نصوح، تندمين فيها على جميع ما تقترفين، واستشعري عظمة الله تعالى وسطوته، وغضبه سبحانه على من يعصيه، وأنه لا يقوم لغضبه شيء، وقد بينا كيفية تحصيل الندم في الفتوى: 134518؛ فانظريها.
ثم احذري أن يسلبك الله نِعَمَهُ؛ فإن الذنوب من أعظم مزيلات النعم، وأقبلي على ربك بإخلاص وصدق، وسليه توبة نصوحا ماحية للأوزار، ولا تستسلمي لوسوسة الشيطان وتسويله وتزيينه، وإياك والتسويف؛ فإن الآجال مغيبة، والتوبة اليوم أسهل منها غدا.
ويعينك على التوبة النصوح أن تستحضري الآثار الكارثية للمعاصي، والتي أشار إلى طرف منها العلامة ابن القيم في كتابه الداء والدواء.
فراجعي هذا الكتاب؛ فإنك متى تدبرت عقوبات المعاصي وآثارها، هان عليك ترك الذنوب، وخشيت أن ينزل بك بعض عقوباتها، فتبوئي بالصفقة الخاسرة، رزقنا الله وإياك التوبة النصوح.
والله أعلم.