السؤال
من حيث حكم استحضار الإخلاص دائما وفي كل وقت، انقسم فيه العلماء إلى قسمين:
القسم الأول: أنه في حالة غفلته وسهوه لا يؤاخذ ، وإنما له حكم المستحضر له إذا كان حاله قبل الغفلة هو الإخلاص ، وجعلوا الإخلاص منقسما لقسمين :
إخلاص حقيقي وهو الإخلاص الفعلي لمن كان مستحضرا له غير غافل عنه ، وإخلاص حكمي وهو إخلاص الغافل والساهي إذا غفل عن إخلاصه وسها عنه ، فله حكم القسم الأول ، ويسمى الإخلاص الحكمي ، ولا يؤاخذ على هذه الغفلة ما دامت حاله قبل الغفلة هي الإخلاص فكذلك مع الغفلة .
يقول العز بن عبد السلام رحمه الله : ( واعلم أن الإيمان والنيات والإخلاص ينقسم إلى حقيقي وحكمي فالإيمان الحكمي شرط في العبادات من أولها إلى آخرها ، والنية الحقيقية مشروطة في أول العبادات دون استمرارها ، والحكمية كافية في استمرارها وكذلك العبادة شرط في أولها والحكمي كاف في دوامها ) قواعد الإحكام ، 150/1 وينظر منه ، 270/2 .
وقال القرافي رحمه الله تعالى : ( الباب السابع في أقسام النية النية قسمان : فعلية موجودة وحكمية معدومة فإذا نوى المكلف أول العبادة فهذه نية فعلية ثم إذا ذهل عن النية حكم صاحب الشرع بأنه ناو ومتقرب فهذه نية حكمية ....)
الأمنية في إدراك النية للقرافي 42 وينظر منتهى الآمال للسيوطي 121 .
القسم الثاني: أنه يؤاخذ على سهوه وغفلته ، قال ابن القيم رحمه الله : ( ... ولأن عبودية من غلبت عليه الغفلة والسهو في الغالب لا تكون مصاحبة للإخلاص فإن الإخلاص قصد المعبود وحده بالتعبد والفاعل لا قصد له فلا عبودية له قالوا : وقد قال الله تعالى : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } ، وليس السهو عنها تركها وإلا لم يكونوا مصلين وإنما السهو عن واجبها : إما عن الوقت كما قال ابن مسعود وغيره ، وإما عن الحضور والخضوع والصواب أنه يعم النوعين فإنه سبحانه أثبت لهم الصلاة ووصفهم بالسهو عنها ، فهو السهو عن وقتها الواجب أو عن إخلاصها وحضورها الواجب ، ولذلك وصفهم بالرياء ، ولو كان السهو سهو ترك لما كان هناك رياء قالوا : ولو قدرنا أنه السهو الواجب فقط فهو تنبيه على التوعد على سهو الإخلاص ....) مدارج السالكين 581/1 ويفهم هذا من كلام شيخ الإسلام ، ينظر مجموع الفتاوى 476/14 .
" منقول من كتاب الإخلاص حقيقته ونواقضه للأحمدي "
على القول الثاني: ما كيفية وماهية " استحضار " الإخلاص دائما في العبادات ؟